العدد21

221 |

ارتفعت النفقات العسكرية في القارة اإلفريقية على حساب متطلبات التنمية، فاإلنفاق مليار 46 . 9 ليصل إلى 2009 مليار دوالر سنة 35 . 9 العسكري في إفريقيا ارتفع من .) 56 مليار دوالر( 39 . 2 إلى 2018 ، رغم تراجعه في سنة 2014 دوالر سنة ثالثًا: مصادر الفساد السياسي بالقارة اإلفريقية ومظاهره أدى التفكير في عوامل ظهور الفساد السياسي ومصادره إلى بروز اتجاهات مختلفة، منهــا مــا يرجعه إلى عوامل طبيعية مرتبطة بالظروف التي يعرفها كل مجتمع، ومدى الحاجة إلى قدر من الفساد لتعويض النقص الكامن في البنى السياسية واالجتماعية، ومنها ما يبرره بطبيعة المرحلة التي يمر بها النظام السياسي، ومختلف القطاعات في المجتمع. وبينهُما برز اتجاه يرد الفســاد إلى طبيعة الع قات الدولية، ويرى ضرورة .) 57 ربطه بالعوامل الخارجية( لقد خلص العديد من الدراسات إلى وجود ع قة قوية بين الفساد وغياب الديمقراطية، خاصة في الدول األكثر استبدادًا، ويتجه الفساد ألن يكون أكثر شمولية حين تسيطر حالة عدم التكافؤ في الفرص أمام المواطنين في الحصول على الموارد، وبذلك يزداد الفســاد ويتوافق نســبيًا مع تزايد القصور الديمقراطي، بمعنى وجود ارتباط قوي بين اســتفحال القصور الديمقراطي من جانب، وارتفاع معدالت الفســاد وانتشار أساليبه وأدواته من جانب آخر، فالفساد هو نتاج طبيعي لألنظمة االستبدادية، الذي يختصره ، فغياب الديمقراطية يعد البيئة الخصبة " إن الســلطة المطلقة مفســدة مطلقة " القول: .) 58 التي يترعرع وينشأ فيها الفساد بكافة صوره وأشكاله( لذلك، أخفقت الدولة في القارة اإلفريقية بعد االســتق ل في بناء مؤسســات قوية وفعالة، بفعل االنق بات العســكرية والحروب األهلية، وعجزت في النهاية عن بناء اندماج وطني حقيقي، لكونها لم تكن ذات طابع مؤسساتي بالقدر الكافي، ما أدى إلى ظهور كيانات اجتماعية سحبت والء المواطنين من الدولة، وأصبحت تقوم بالوظائف ،) F . Ruth ( فرست روث التي من المفروض أن تقوم بها الدولة. وبحســب الباحثة فإن دولة ما بعد االستعمار في إفريقيا هي مجرد تقليد واستمرار للدولة االستعمارية، من ناحية هيكل الهيمنة والمراقبة اإلدارية العليا، وبمشاركة أقلية من السكان، والتي تطبق مناهج المستعمر في تسيير اإلدارة والجيش وباقي الهيئات. بالتالي، فإن األسس

Made with FlippingBook Online newsletter