العدد21

| 222

التي ولدت الفســاد بقيت مســتمرة في عهد االستق ل، بل أصبحت أكثر حدة وقوة .) 59 من ذي قبل( كان الفســاد في إفريقيا جســرًا بين أولئك الذين يمســكون زمام هنتنجتون، وفقًا لـ الســلطة السياسية وأولئك الذين يســيطرون على الثروة؛ ألنه فسح في المجال أمام الطبقتيــن اللتين كانتا متباعدتين في المرحلة األولية ألنظمة الحكم القومية اإلفريقية كي تســتوعب الواحدة منهما األخرى؛ فأصبح المليونيرات الجدد يشترون ألنفسهم مقاعد في المجالس النيابية التمثيلية، ومن ثم يصبحون شــركاء في النظام السياســي بدًلا من أن يكونوا المناوئين المبعدين عنه؛ وربما كان هذا سيحدث لو لم يمنحهم .) 60 فساد النظام هذه الفرصة( وفقًا لمرتكز الشــرعية والمشــروعية، يقع الفساد عند االنحراف عن السلطة القانونية المشروعة، وقيام السلطة األبوية، التي يتحرر من خ لها الزعيم من األنظمة المحددة لقواعد ممارسة الحكم، ويصير الحكم سلطانيًا مطلقًا. حينذاك تصير الرشوة ومختلف الممارسات غير المشروعة أمرًا مقبو ًل ا ، ما دام الحكم واإلدارة يخضعان لمعايير الذاتية والمكانة الشخصية. وهذا التحليل ينطبق على الكثير من الدول اإلفريقية التي تعرف أزمة مشروعية، من أبرز مظاهرها استمرار الممارسة الشخصية للسلطة، خصوصًا في ظل توجه العديد من القادة األفارقة خ ل العقدين األخيرين لتعديل الدساتير لضمان بقائهم في السلطة، واالبتعاد عن الحكم المستمد من الشعوب، واستمرار إقامة أنظمة استبدادية يمثل الجيش فيها المصدر الحقيقي للمشروعية والممارس الفعلي للسلطة. ، تكون " النيوباتريمونيالي " وهذا ما يجعلها غارقة في الفساد، الذي يأخذ شكل الفساد الدولــة فيــه بمنزلة ملك خاص للقيادة السياســية، فالحاكم يقرر بمفرده، ويعزز في .) 61 العم ء( = المقابل والء الداعمين له في إطار ع قة الرئيس فــي عمليــة االحتواء هــذه للعم ء، يتم اللجوء إلى أشــكال مختلفة من اإلرشــاء عملية إســباغ منافــع مادية أو رمزية (مناصب في الســلطة)، " السياســي، باعتباره: وغالبا ما يرتبط الشك ن، من طرف السلطة الحاكمة استنادا على سلطتها التقديرية، وخارج قواعد االســتحقاق والمنافسة الشريفة، على نخبة سياسية (زعماء األحزاب) أو ثقافيــة (علماء الديــن، اإلع ميون، األكاديميون والمفكرون) أو اقتصادية (رجال األعمال وكبار الم ك واألثرياء)، أو إدارية (ضباط الجيش والشرطة والقضاة)، مقابل إسهاماتها في تبرير وشرعنة السلطة الحاكمة وتأييدها، أو االنخراط فيها، أو تقبلها أو

Made with FlippingBook Online newsletter