العدد21

| 226

مجرد شــكل من أشكال السيطرة االستعمارية الجديدة، التي ألكســندر دوغين، وفق يتم تنفيذها من خ ل شراء النخب اإلفريقية ما بعد االستعمار لضمان الوصول إلى الثروات الطبيعية اإلفريقية، خصوصًا الطاقية (النفط، الغاز) منها التي يتعاظم االهتمام .) 79 بها أكثر فأكثر( وعلى خ ف هذه المعطيات التي تعبر عن مدى استشراء الفساد السياسي في القارة اإلفريقيــة، وفي ظل تداعيات أزمة تراجع أســعار المواد األولية قبل اندالع الحرب على اقتصــادات دولها، فقد زادت الديون 19 الروســية-األوكرانية وجائحة كوفيد- الخارجية ألغلب الدول اإلفريقية؛ إذ إنه وفق معطيات البنك الدولي تضاعف إجمالي 322 الديون الخارجية لدول إفريقيا جنوب الصحراء خ ل العقد الماضي، فانتقل من مليار دوالر 790 ليصل إلى 2018 مليار دوالر سنة 665 إلى 2010 مليار دوالر سنة 2020 ). وبذلك فإن تقارير صندوق النقد الدولي أحصت في بداية 80 ( 2021 ســنة عشــرة بلدان إفريقية األكثر دينًا مقارنة بمتغير اإلنتاج الداخلي الخام في العالم، من بالمئة من الناتج الداخلي 207 بين هذه الدول نجد الســودان بدين عمومــي يوازي 109 بالمئة، وموزمبيق بـ 123 بالمئة، والــرأس األخضر بـ 165 الخــام، وإريتريا بـ بالمئة. وتعبئ العديد من الدول اإلفريقية مواردها المالية من أجل خدمة الديون التي بالمئة من عائداتها المالية؛ ما يحد من إنفاقها لتحقيق متطلبات التنمية 25 قد تتجاوز دولة إفريقية على سداد 30 أنفقت 19 ). وقبل جائحة كوفيد- 81 المستدامة لشعوبها( ا غامبيا أنفقت ما يزيد خدمــة دينها العام أكثر مما أنفقتــه على الرعاية الصحية. مثاًل عــن تســعة أضعاف قيمة ميزانيتها الصحية على خدمة الديــون، بينما أنفقت أنغوال .) 82 والكونغو ست مرات ما أنفقته على القطاع الصحي( رابعًا: انعكاسات الفساد السياسي على األمن اإلنساني بدول إفريقيا جنوب الصحراء يعد فســاد القادة السياســيين أحد أهم األسباب الرئيسية لظاهرة الفقر وفشل تجارب التنمية في البلدان النامية السيما في إفريقيا؛ فالفساد في إفريقيا ال يزال يمثل واحدًا من أعظم التحديات للديمقراطية في مختلف أقاليم القارة. لقد عرفت دول إفريقية عدة اخت سات موارد عامة من طرف قادة، وهذا ما ترتب عليه فقر ومديونية، وبالنتيجة

Made with FlippingBook Online newsletter