العدد21

249 |

والتي أودت بتلك البلدان إلى حالة جمود. ومع ذلك، فإن التحول السياسي وتنفيذ ). ويشدد 88 (ص " آليات تقاسم السلطة كانا الهدفين األساسيين للحوارات الوطنية أبو النمر على ضرورة أن تتعزز عمليات الحوار الوطني بتحقيق المصالحة وتضميد جــراح الماضي، وفــي الواقع، من دون عمليات المصالحة هذه، من الصعب تصور .) 88 (ص " عدالة انتقالية آمنة واستعادة حقيقية للتماسك االجتماعي conflict " نضح الصراع " يعــود وليام زارتمان في الفصل الرابع لتوظيف نظريته عن في تقييم تجربة وساطة دولية توالها عدد من أهم المتمرسين بدبلوماسية ripeness األمم المتحدة: كوفي عنان، ولخضر اإلبراهيمي، وســتيفان ديميستورا، وكيف ظلت األزمة السورية بعيدة عن أي تسوية معقولة بين األطراف المباشرة وغير المباشرة في لقد فشلت وساطة األمم المتحدة " الصراع. ويجادل في أول فقرة في الفصل بالقول: ؛ ألن الصراع 2011 في سوريا طوال العقد الذي انقضى منذ بداية الربيع العربي عام التي يضعها " اإلستراتيجية " ). ويتناول في وقت الحق 95 (ص " لم يكن ناضجًا بعد على الوســيط، " الوســيط الدولي نصب عينيه وكيف ينبغي عليه تحقيقها. يقول: إن بعد تحديد الغاية، أن ينظر في كيفية تحقيقها وأبرزها الع قة بين المتطلب اإلجرائي ) والحاجة إلى صيغة موضوعية conflict management إلنهاء العنف (إدارة الصراع .) conflict resolution لمعالجة قضايا الصراع (تسوية الصراع من أجل التمهيد للقيام بالوساطة، وكأن " نضج الصراع " قد ال يقتنع القارئ بمقولة: رجل اإلطفاء يتأمل الحريق وينتظر إلى أن تحين لحظة ما تكون نار القتال قد نالت من األرواح والتدمير والتهجير ما تريد، ثم يتهيأ للحظة التدخل الحقًا متى ما أصبح الفاعلون في الحرب أو الصراع المتفاقم منفتحين على فكرة الوساطة بتقديرات غير محددة. ويحاول زارتمان إيجاد بعض القرائن والتبريرات في ثنايا األزمة الســورية. الصراع في سوريا يبدي " ، يقول: إن " السياق غير المواتي للوساطة " في عنوان فرعي ). لكن ليســت هذه خاصية سورية 89 (ص " بشــكل خاص مقاومة ضد الوســاطة منفردة، بل يمكن تعميمها على كافة األزمات والصراعات المســلحة التي ال ترحب بتدخل أطراف ثالثة للوســاطة أو التحكيــم أو حتى تعبيد الطريق لمفاوضات معينة خ ل فترة التصعيد والتصعيد المضاد بين األطراف الذين يتشــبعون بمنطق المعادلة الصفرية بتحقيق نصر حاسم على العدو.

Made with FlippingBook Online newsletter