العدد21

| 256

" كيف يمكن أن تتغير تلك الوساطات ليحالفها النجاح " . وثانيهما: " النزاعات العربية .) 427 (ص أوضح المحرران أن فصول الكتاب أظهرت غلبة نســبة الفشــل على نســبة النجاح عندمــا يتأمل المرء مشــاريع الوســاطة المختلفة في األزمــات والصراعات العربية الراهنة. ومن الســهل تعداد عدد إلخفاقات الطويلة، ناهيك عن الفشــل في ســوريا واليمن وليبيا وفلسطين ودارفور والصومال وبقية بؤر التوتر. ويشددان على المغزى ما األســباب األســاس لهذا السجل السيئ؟ كل حالة في هذا " من ســؤال مركزي: الكتاب فريدة في نوعها، لكن مؤلفي هذا المجلد يشــيرون إلى نوعين مختلفين من التفسيرات: من ناحية، كيفية تصميم عمليات الوساطة وإجرائها، ومن ناحية أخرى، ). وي حظ المحرران أيضًا أن الصراع الفلســطيني- 428 (ص " مدى تعقيد الســياق سببًا في تحفيز العديد من الصراعات " اإلسرائيلي، من حيث المنطلق اإلقليمي، يظل األخرى في المنطقة. لقد تعاملت الواليات المتحدة، بوصفها وسيطًا متحيزًا، تقليديّا باحتكار خاص مع هذا الصراع، ورفضت السماح ألطراف أخرى بالتدخل. وعندما " بادرت جهات أخرى، كما في حال اللجنة الرباعية للشرق األوسط، فقد تم تهميشها .) 430 (ص يقــدم الكتاب قراءات متأنية في وســاطات دولية وأخرى إقليمية وأنســاق وأدوات لتسوية الصراعات تتباين بين ما هو من الممارسة الغربية وفق ما تبنَته األمم المتحدة من التطور المعرفي في الواليات المتحدة وأوروبا، وما تكرسه مدارس أخرى شرقية من حيث الممارســة في التعامل مع الصراعات وسبل تسويتها. وقد ال يتفق القارئ مع مســألة محورية تناولها وليام زارتمان واقتبســها عدد من كتَاب الفصول األخرى على مستوى التأطير النظري، وهي نظرية نضج الصراع. وهي تقوم على فرضية غير مقنعة بأن دينامكيات الصراع وتفاعل األطراف هما ما يحدد وقتًا مناسبًا لطرف ثالث للتدخل للوســاطة أو التحكيم أو المفاوضات وبقية إستراتيجيات التعامل مع تأجج الصراعات. وقد يجادل المرء بأن هناك حاجة الســتباق التصعيد والتصعيد المضاد، والمجازفة بمزيد من المواجهة المسلحة وعواقب ذلك على المدنيين. لكن هذا التشــكيك في مدى جدوى التبشير بنظرية نضج الصراع ال ينال من القيمة العمليــة وأيضًــا النقديــة التي تتضح للقارئ من خ ل التــدرج من فصل إلى آخر.

Made with FlippingBook Online newsletter