العدد21

| 44

أو االســتس م لتحييد حماس باعتبارها المعقل األخير بين الفلســطينيين، فســتكون هزيمة ثقيلة لإلســتراتيجية األصولية.. ومن الطبيعي أنه بعد أن تتضح نتيجة األزمة، .) 88 لن تكون هناك فرصة أخرى لدخول المنافسة( خالصة ال تريد إيران أن تُهزم حماس ولكنها أيضًا غير قادرة على فعل من شــأنه أن يلجم آلة الدمار اإلســرائيلية؛ ألن ذلك من شــأنه أن يدفع نحو خيار الحرب الذي تحاول تجنبه منذ انتهاء الحرب مع العراق وما تكبدته فيها من خسائر، فقد انتهت الحرب وخرجت الجمهورية اإلس مية بذاكرة حرب مؤلمة، أثَرت بصورة كبيرة على طريقة تفكير القيادة اإليرانية، وخططها الدفاعية، ولم يكن بناء شبكة الع قات مع الحلفاء من ال عبين غير الحكوميين ببعيد عن هذا التفكير. وعلى مدى عقود، قامت طهران ببناء شبكة من الع قات مستخدمة إستراتيجية إقليمية متعددة الجوانب. وفي عملية تبرير نفوذ إيران في الخارج برزت عناوين، أهمها: دعم القضية الفلسطينية، والوحدة اإلس مية، والعمق اإلستراتيجي ومكافحة اإلرهاب والمجموعات التكفيرية. وداخل منظومتها الفسيفسائية يمكن إليران متابعة عدة أهداف في وقت واحد واستخدام هذه المجموعات ألداء العديد من المهام ولعب أدوار متعددة، لكن هذا المعادلة الصعبة ا أم عاجاًلا. سيكون لها أثمانها عاجاًل والعدوان على غزة، أرضية عملية الختبار حدود " طوفان األقصى " شــكَلت عملية الفعل اإليراني فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والمدى الذي يمكن لمحور المقاومة أن يتحرك خ له، ولعل النتيجة تقول: إن إيران نفســها، ووفقًا لحسابات كثيرة، هي مــن وضعت ســقفًا لحدود الدعــم والتزم أعضاء المحور بهــذه الحدود وفق خطة انخرطوا في المعركة " أنصار الله " مرســومة، وإن كانت مؤشــرات عديدة تقول: إن بدرجة تجاوزت حدود الدور المنوط بهم في المحور. طوال معركة طوفان األقصى، سعت إيران ومن خلفها الحلفاء إلى خلق حالة توازن بيــن خياري الرغبة والقدرة على المواجهــة. وهذا يعني أن جبهة المقاومة بأطرافها المتعددة لديها القدرة ال زمة للدخول في المعركة مع إسرائيل، لكنها تتحرك ضمن معادلة تجنب الدفع نحو حرب واســعة النطاق. لقد بنت إيران قوة ردع عســكري

Made with FlippingBook Online newsletter