العدد21

55 |

مقدمة بداية نظام 1989 شـِهِدت الع قات الدّولية منذ بداية انهيار نظام توازن القوى العام � دولي جديد، يتميز بأحادية القطبية، ومحكوم بالرؤى والممارسات األمريكية، وانتصار الغرب على اآلخر، والذي أعلن عن بدايته الرئيس األمريكي جورج بوش األب العام . وفي هذا السياق، جاءت السياسة الخارجية األمريكية بعد تفكك جمهوريات 1991 ، التي ترفض "Pivot of Asia" االتحاد الســوفيتي تقوم على سياســة أسيا المحورية بموجبها أي منطقة إقليمية تهيمن عليها أي قوة مركزية، لضمان إمدادات الطاقة من الخليج العربي عبر المحيط الهندي، إلى المحيط الهادى، وبسط النفوذ على الممرات المائية. وبوجــه عام أصبحت الواليات المتحــدة األمريكية تنظر إلى الصين على أنها عائق أمــام الطموح األمريكي في الهيمنة على الشــؤون العالميــة، ومن ثم تحاول عرقلة الصعــود الصينــي وتحجيم دور الصين العالمي من خ ل فرض العقوبات والضغط في اقليم سينكيانغ، ودعم " حقوق اإلنســان " ، و " قضايا الديمقراطية " على بيجين في انفصــال تايوان. ودخلت الواليات المتحدة دول آســيا الوســطى، في محاولة منها لبســط نفوذها بالمنطقة من الباب االقتصادي باالعتماد على المساعدات والقروض )، من أجل USAID االقتصادية من طرف حلف الناتو، أو الوكالة األمريكية للتنمية ( تحقيق السيطرة االقتصادية والسياسية وعلى موارد الطاقة. يـ ّة القطبيّة هو االتجاه األمثل للسياســة الصينيــة، والذي ضمن لها � إن نظــام التعدد االســتمرار فــي التنميّة العســكريّة واالقتصاديّة والثقافيّة والسياســيّة، وترفض نظام األحاديــة القطبية الذي تقوم عليه السياســة األمريكية، وتطالب بأن تكون الع قات الدولية قائمة على التعاون، وعدم التدخّل في سيادة الدولة. وتطالب بيجين بأن يكون لها دور أساسي في صياغة القواعد الدولية، ولتحقيق ذلك، أنشأت الصين بالتعاون لتكون رابطة أمنيّة؛ لمواجهة توسع 1996 مع موســكو منظمة شــنغهاي للتّعاون في حلف الناتو في آســيا الوســطى، ثم تحوّلت هذه الرابطة إلى منظمة متعددة األبعاد، هدفــت منها الصين إلــى مواجهة الهيمنة األمريكية على النظام الدولي، وإقامة نظام متعدد األقطاب.

Made with FlippingBook Online newsletter