العدد21

| 78

س ـ ُلم النظام الدولي، بالرغم من � ويَفترض أن الصعود الصيني على حضــارة رائــدة. أهمية داللته على تعاظم القوة الصينية واســتعادة مكانتها عالمياً، لكن ال يمكن عده مؤشرا كافيا وحده على ضمان إح ل الحضارة الصينية مكان الحضارة الغربية الرائدة حاليــاً. ويُرجــح الجرباوي ذلك، كون الثقافة الكونفوشيوســية ال تتوفر فيها عناصر القوة الذاتية لثقافة أساسية محفزة بأيديولوجية عالية التوجه والتطلع، وال تتوفر فيها الطاقة الكافية للتوسع الخارجي. ويَعتقد أن السبب يرجع إلى الفرق بين انتشار الثقافة ترتبط الحضارة باالنتشــار وتنتج عنه، وهذا ما يميزها " والحضارة، ويقول في ذلك: عــن الثقافة التي تبقى متموضعة محليا في بقعة جغرافية محددة، ومرتبطة بمجموعة ) 105 (. " بشرية واحدة كما يُعتقد أن التاريخ في منطقة شرق آسيا لم يُعط الكونفوشيوسية فرصتها باالنتشار، والع قات اإلقليمية لم تَغفر للشــيوعية الصينيــة كونها تقوم على تحقيق المصلحة القوميــة واللعبة الصفرية والبراغماتية. لذلك فإن القرن الحادي والعشــرين يشــهد تطــورات اقتصادية، وأحداث سياســية غير متوقّعــة، وإن المبادئ األمريكية يصعب تطبيقهــا فــي النظام الدولي الــذي يعتمد على التطور التكنولوجي الســريع؛ خاصة أنه توجد العديد من الحكومات التي ترفض االلتزام بها، مثل الصين، التي تســعى لمقاســمة النفوذ األمريكي على المســتوى العالمي. ويرى هنري كيسنجر، أنه يجب على الواليات المتحدة أال تنتظر خالَصَها على يد القيم الصينية، وإنّما يجب عليها وضع األســس والمبادئ لقيادة العالم ومناقشــتها مع الدول الصاعدة خاصّة الصين ) 106 التي يراها كيسنجر الدولة الوحيدة القادرة على المنافسة في النظام الدولي.( رابعاً: المنظور الغربي منافيا لمبدأ الصعود السلمي رغم أن الدراسة تنطلق من كون منظمة شنغهاي من أدوات الصعود السلمي للصين، إال أنــه يوجــد منظور مخالف يــرى أن المنظمة من أدوات توســع الصين إقليميا، وعســكرة المنطقة، وتشــكيل تحالف لمواجهة أي محاولة تغلغل في ذلك النطاق، وهذا يعد خاصة وفقا للمنظور الغربي منافيا لمبدأ الصعود السلمي الذي تنطلق منه الدراسة. ينطلق المنظور الغربي في النقاش والتحليل من واقع الدوافع السياسية لموسكو في منطقة آســيا الوســطى، التي تعد جزءا تاريخيا من مجال نفوذها، وتسعى بيجين إلى

Made with FlippingBook Online newsletter