العدد21

79 |

الدور المهيمن فيها أساســا بســبب حاجتها إلى موارد الطاقة. حاولت دول منظمة شــنغهاي ترتيب المنطقة بين الصين وروســيا مع دفع جداول األعمال الخاصة في المنظمــة باتجاه المصلحة القومية لكل دولة. ويجادل بعض مختصّي علم الع قات الدولية في أن روسيا من الناحية االستراتيجية سعت إلى شراكة داخل منظمة شنغهاي ) 107 بغرض احتواء الصعود الصيني.( تاريخياً، كان أعضاء منظمة شــنغهاي أقرب إلى روســيا من حيث الثقافة السياسية، والشــعور باالنتماء االجتماعي والهوية، ويبدو أن الدول السوفيتية السابقة ال تُفضل إلــى حــد ما الع قات مع الصين. فالتصور الســائد في المنطقة هو أن روســيا هي الضمانــة األمنية، في حين أن الصيــن دولة تَحمل مطالب للهيمنة اإلقليمية. ونتيجة لذلك، يبدو أن الروس مترددون في تطوير رؤية منظمة شنغهاي للتعاون، فيما يتعلق ) 108 بالتعاون في مجال التكنولوجيا العسكرية، واالقتصاد، والطاقة.( بناء على ما سبق، يفترض المنظور الغربي أن الصعود السلمي يمتلك قُدرة محدودة في االســتمرار بالتعاون عبر منظمة شنغهاي؛ ويُعتقد ذلك من واقع مناقشة المواقف الرسمية للصين وروسيا في مجال التكنولوجيا العسكرية، فالعقيدة العسكرية الروسية تسلط الضوء على حقيقة أولويات روسيا في التعاون األمني والعسكري، وهي، أوالً: التعاون مع جمهورية بي روســيا؛ لتنسيق األنشطة في مجال تطوير القوات المسلحة ) ثانياً: التعاون مع أعضاء منظمة معاهدة 109 الوطنية واستخدام الجيش للبنية التحتية.( األمن الجماعي؛ لتوحيد الجهود وخلق قوى جماعية لضمان األمن الجماعي والدفاع )؛ لضمان األمن اإلقليمي CIS المشــترك. ثالثاً: التعاون مع رابطة الدول المســتقلة ( والدولي بموجب التنسيق في أنشطة حفظ الس م. رابعاً: التعاون مع منظمة شنغهاي؛ لتنســيق الجهود من أجل مواجهة األخطار العسكرية والتهديدات العسكرية الجديدة فــي اإلقليم. خامســاً: التعاون مــع األمم المتحدة وغيرها مــن المنظمات الدولية؛ للمشــاركة مع ممثلي القوات المســلحة وغيرها من القوات في قيادة عمليات حفظ ) 110 الس م، وصياغة االتفاقيات الدولية وتنسيقها وتنفيذها.( من قائمة هذه األولويات يبدو أن روسيا ترى منظمة شنغهاي األولوية الرابعة فقط؛ وذلك ألن القوات العسكرية داخل منظمة شنغهاي ال تتعدى مستوى التنسيق األمني للحفاظ على األمن بالمنطقة، فدول منظمة شــنغهاي لم تخض أي حرب مشــتركة،

Made with FlippingBook Online newsletter