العدد21

95 |

مقدمة فــي حدث أذهل المراقبين، فاجأت كتائب عز الدين القســام التابعة لحركة حماس الجانب اإلســرائيلي، في السابع من أكتوبر/تشــرين األول، عندما اجتازت الحاجز األمني الذي يفصل قطاع غزة عن غ فها محققة انتصارًا ميدانيًا مدويًا لم يتوقع مداه حتى أكثر الناس تفاؤًلا بقدرات حماس. وحبس العالم أنفاسه في الساعات األولى إذ لم يكن واضحًا ما جرى بعد ســقوط عدد كبير من القتلى ووقوع عدد كبير من الجنود اإلسرائيليين في قبضة كتائب القسام. لم يتأخر الرد اإلســرائيلي، فشــنَت إسرائيل هجومًا كان ظاهره القضاء على حماس لكن في جوهره تهجير الشعب الفلسطيني واالنتقام وتحويل مناطق شاسعة من قطاع غــزة الصغير إلى مناطق تفتقد أبســط مقومات العيش. وما أن بدأت المعركة البرية -أو المرحلة الثانية من الحرب- حتى أظهرت كتائب القسام قدرًا عاليًا من الصمود والتضحيــة؛ ما جعل فكرة هزيمة حماس ميدانيًا والقضاء عليها في وقت قصير أمرًا يتعــذر تحقيقه. ومع أن الحرب ما زالت مســتعرة، فإن الكثير من المراقبين يحاول مقاربة شــكل القطاع وإســرائيل بعد الحرب، ناهيك عن التغيرات التي ستجري في اإلقليم بشكل عام. تجيب هذه الورقة عن تســاؤل بالغ األهمية يتعلق باألبعاد الجيوسياســية لـ (طوفان األقصــى) في الســابع من أكتوبر/تشــرين األول، ففي صبيحة ذلــك اليوم فاجأت كتائب القســام التابعة لحركة حماس اإلسرائيليين والعالم معًا بتنفيذ هجوم مدروس ا له ومتقن أوقع خســائر مادية ومعنوية بالجانب اإلســرائيلي لم تشهد إسرائيل مثياًل طيلة عقود طويلة من الصراع مع العرب والفلســطينيين على أرض فلســطين. لم يتأخر رد إسرائيل؛ إذ أعلن رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل هي في حالة حرب مع حماس وأن الهدف النهائي للحرب هو القضاء على حركة حماس وتحرير المحتجزين واألســرى اإلسرائيليين. وبناء عليه، شــنَت إسرائيل حربًا توصف على .) 1 نطاق واسع بأنها حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة(

Made with FlippingBook Online newsletter