109 |
نفــوذ الوحدات الدولية، وصياغة الأنســاق الأمنية الإقليميــة والدولية، وخاصة في أوروبا والشرق الأوسط؟ ب- منهج الد ارسة فــي العلاقات الدوليــة، وهو أحد " النســق الدولي " اعتمــد الباحــث على اقتراب الاقترابات الفرعية، من منهج تحليل النظم، ويقوم على أن النسق يتكوّن من مجموعة مــن العناصر التي ترتبط فيمــا بينها بنمط معين من العلاقات، وهو في حالة اتصال دائم مع بيئته من خلال آلية لضخّ المدخلات إليه، ودفع المخرجات منه. ويســمح هذا الاقتراب بالتعرف بدقة على الديناميكية السياسية، ومن ثم محاولة فهم القوانين التي تحكم أو تتحكّم في حركتها. كما يسمح الاقتراب بتتبّع مسار التفاعلات بين النظام القائم ووحداته الأساسية وبيئته الداخليــة والخارجية، والتعرف على ما قد يطرأ على عناصر هذا النظام وتلك البيئة مــن تغيرات بســبب هذه التفاعلات. وينطلق هذا الاقتــراب من التفكيك والمقارنة وإدراك طبيعة العلاقات وأنماط المتغيرات، ثم يساعد على إعادة تركيبها مرة أخرى بطريقة تسمح بفهم أكثر منطقية لكيفية عمل النسق موضوع الدراسة. ، فإن هذا يتطلب أن نميز " نَسَقًا " وإذا انطلقنا من فرضية أن العلاقات الدولية تشكّل بين النظام وبيئته، وهذا يفترض أن بيئة النظام قد جرى تحديدها وحصر مكوناتها من وحدات، وبنيان ومُؤَسّسِــية وتفاعلات، مع بيان أنماط العلاقات بين هذه المكونات .) 4 من ناحية، وبينها وبين بيئتها من ناحية ثانية( ج- الإطار النظري للد ارسة ينطلــق الباحث في تحليل الظاهرة محلّ الدراســة من مقــولات المنظور الواقعي، الــذي أثبت صلابة فكرية خلال القرن الماضي، وخاصة مع تعدد المدارس الفكرية والنظريات التكوينية والتحليلية والتفسيرية التي ظهرت في إطار هذا المنظور. ، 1919 )، وتوقيع صلح فرســاي، 1918 - 1914 فبعــد نهاية الحرب العالمية الأولى ( هيمن المنظور المثالي على دراســة وتحليل العلاقات الدولية. واتجه المثاليون إلى تأكيــد مكانة القيم والأعراف والمؤسســات الدولية بوصفهــا أدوات لمنع الحروب والصراعات، ودعوا إلى عقد ولاء البشــر لمصالح جماعية شــاملة، كما شــجبوا ما
Made with FlippingBook Online newsletter