العدد 14 – مايو / آيار .2022

123 |

ما ذهبت موسكو وواشنطن إلى صياغة علاقات متقاربة، بسبب خوفهما المتبادل من الصين، فسيتم إدماج روسيا على نحو سهل في النظام المحدود الذي تقوده الولايات المتحدة. أما إذا ما استمرت موسكو في الحفاظ على علاقات ودية مع الصين بسبب خوفها من الولايات المتحدة أكثر من خوفها من الصين، فسوف يحدث إدماج روسيا علــى نحو ســهل في النظام المحدود الذي تقــوده الصين. ولكن يبقى احتمال آخر يتمثّل في أن روسيا لن تصطف إلى أحد الطرفين وتبقى على الهامش، وتعمل على الاســتفادة من تنافسهما معًا في اكتساب نقاط تعزز من قدراتها التنافسية والتفاوضية .) 33 معهما معًا، سعيًا نحو استكمال بنيتها القطبية( هنا، ســيكون من المهم التفكير في ســيناريو نظام عالمي تســيطر فيه روسيا بشكل فعال على جزء كبير من أوروبا الشــرقية، وتســيطر الصين على جزء كبير من شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ. وسيتعين على الأميركيين وحلفائهم في أوروبا وآسيا أن يقرروا، مرة أخرى، ما إذا كان هذا العالم مقبو ً، لأن هذا يعني نهاية النظام العالمي بداية حقبــة من الفوضى والصراع العالميين؛ حيث تتكيف كل منطقة في " الحالــي و .) 34 ( " العالم بشكل غير مستقر مع التكوين الجديد للقوة وفيما يتعلق بمســارات مســتقبل الدور الروسي، تبرز قضية موقع روسيا في مجلس الأمــن، بعد أن هدّد الغــرب بتجريدها من عضويتها الدائمة في مجلس الأمن. وإذا كان طرد روسيا أو تجميد عضويتها في مجلس الأمن أو حقها في التصويت يواجه صعوبات حقيقية، فإن هناك مسارات بديلة لا تعني بالضرورة تجميد عضويتها، منها إمكانية الطلب من روسيا الامتناع عن التصويت على قرار مجلس الأمن، لأنه متعلق .) 35 بعدوانها( وقد أشــارت أوكرانيا إلى أن الجمهوريات المكوّنة لاتحاد الجمهوريات الســوفيتية أن الاتحاد الســوفيتي لم يعد موجودًا، وكان ينبغي أن يكون 1991 أعلنت في عام معها الحق القانوني لأي من هذه الكيانات، بما في ذلك روسيا، في الحصول على المقعد وليس فقط روسيا. ولم يُعرض على الجمعية العامة أي قرار بالسماح لروسيا بعضوية مجلس الأمن. ولم يجرِ تعديل ميثاق الأمم المتحدة أبدًا بعد تفكّك الاتحاد السوفيتي. ولا تزال المذكّرة تشير إلى الاتحاد السوفيتي، وليس روسيا، كأحد الأعضاء .) 36 الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة( وبالنسبة لأوكرانيا، باعتبارها أهم الوحدات الدولية، المرتبطة بهذه الأزمة، فإن أحد

Made with FlippingBook Online newsletter