العدد 14 – مايو / آيار .2022

| 124

المســارات المســتقبلية المطروحة لها هو التقسيم، ويقوم هذا المسار على استمرار العملية العسكرية وتصعيد الهجمات، والتفاوض حول تقسيم أوكرانيا أو تغيير نظام ، واقتطاع مدن اســتراتيجية لضمها لدونباس، مثل مدينتي " حكم فيدرالي " الحكــم لـ ماريوبول في أقصى الجنوب على بحر أزوف، ومدينة أوديســا على البحر الأســود، .) 37 لأنهما -وفق القناعة الروسية- جزء من التقسيم الإداري لإقليم دونباس( وبالنســبة لمســتقبل أوروبا، يرى ميرشــايمر أنه من المرجّح أن تصير أغلب البلدان فــي أوروبا، لاســيما القوى الأساســية، جزءًا من النظام المحــدود بقيادة الولايات المتحدة، رغم أنه من غير المرجّح أن تلعب دورًا عسكريّا جديّا في احتواء الصين. فليس لها القدرة على تصدير قوة عسكرية جوهرية تجاه شرق آسيا، كما أن الصين لا تُمثّل تهديدًا مباشــرًا لأوروبا، ولأن الأمر يبدو أكثر منطقية بالنســبة لأوروبا في ترحيل المســؤولية إلى الولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين إلا أن صنّاع السياسة الأميركية سوف يريدون الأوروبيين داخل نظامهم المحدود لأسباب اقتصادية وأمنية واســتراتيجية؛ حيث تحرص الولايات المتحدة علــى منع البلدان الأوروبية من بيع التكنولوجيــات ذات الاســتخدام المــزدوج للصين والمســاعدة في فرض ضغوط اقتصادية عليها حينما يتطلب الأمر ذلك. في المقابل، سوف تبقى القوات العسكرية الأميركيــة في أوروبا، محافظة على الناتو حيّا ومســتمرة في العمل باعتبارها صانع .) 38 السلام في المنطقة( ا: الحرب الروسية-الأوك ارنية ومستقبل النظام الدولي ً ثاني ، وسط صراع متعدد الجبهات عبر العديد من الأقاليم، 2022 جاءت الأزمة الأوكرانية، ســعت فيه روســيا إلى إعلان تحدي الغرب والتصدي لاستراتيجية الناتو في شرق أوروبا، ومحاولة فرض ذلك بالقوة العسكرية، لتعزيز مكانتها في ظل إعادة تموضع استراتيجي أميركي وانسحابات عسكرية أميركية من عدة مناطق، مقابل تمدد الصين التــي باتت تمثّل مركز الاهتمام الاســتراتيجي للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أمام سعيها الحثيث خلال العقد الأخير نحو تحصين موقفها الدولي وتعزيز تحالفاتها ووضع أسس لنظام دولي جديد تكون لها فيه مساهمة أكبر في إدارة المشهد الدولي، .) 39 وخاصة مع مركزية دور الصين في التحركات الروسية ضد الغرب( وقد ذهب ميرشايمر إلى أنه من المرجّح أن تكون هناك ثلاثة أنظمة واقعية مختلفة

Made with FlippingBook Online newsletter