127 |
السلام والأمن. ولا تقتصر هذه التهديدات على الأعمال العدوانية التقليدية من النوع الــذي يشــهده العالم في أوكرانيا، والتي يمكــن أن تتصاعد إلى تبادلات نووية، بل تشــمل أيضًا التهديدات الأمنية الأخرى التي تشــكّلها التقنيات الجديدة. لذلك يبرز -ضمــن مقترحــات تغيير طريقة عمل مجلس الأمن- اقتراح إمكانية ردّ حق النقض ) من شــأنه أن يســمح بأغلبية كبيرة، 27 لعضو دائم عن طريق إضافة بند إلى المادة ( .) 41 تمثّل ثلثي البلدان الأعضاء، تتجاوز حق النقض( ا: الحرب الروسية-الأوك ارنية ومستقبل العمليات الدولية ً اربع بنــاء على التداعيات التي أفرزتها الحرب الروســية-الأوكرانية، تبرز عدة مســارات مستقبلية لأنماط العمليات الدولية، من بينها: ـ تعزيز الوحدة بين جانبي الأطلسي 1 فقد عمل الغرب على توظيف التدخل العســكري الروسي في أوكرانيا، واستفاد منه جماعيّا على عدة مستويات؛ منها: أ- تذكير طرفي الأطلســي بأهدافهما المشــتركة: فقد ســاعدت العملية الروسية في أوكرانيا على تذكير الولايات المتحدة وأوروبا بأهدافهما العالمية المشــتركة، وبلورة هذه الأهداف مجددًا في إطار إعلاء القيم الديمقراطية، التي مثَل التدخل الروســي تحديًا لها، وهو ما كان حافزًا لمظاهر عدة من التضامن بين القوى الغربية والدولية. % من الناتج 2 وجــاء فــي إطار ذلك موافقة ألمانيا على زيــادة الإنفاق الدفاعي إلى المحلــي الإجمالــي، وتعهُد اليابان بقبــول اللاجئين الأوكرانييــن، وتحرُك بريطانيا لإخضاع ثروات المغتربين من الأوليغارشية الروسية لرقابة جادة. وعملت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جنبًا إلى جنب لفرض عقوبات متصاعدة على روسيا. ب- تحفيز الغرب على حماية قواعد النظام الدولي: كان التدخُل سببًا كذلك لتحفيز الغرب، وبشكل فعَال، على الدفاع عن قواعد وقيم ومؤسسات نظام الحرب العالمية الثانية، التي عرّف بوتين نفسَه بأنه معارض لها؛ ذلك أن التدخُل الروسي مثَل تحديًا لنظــام الأمــم المتحدة التي يقوم ميثاقها على احترام الســيادة، وتحديًا لأوروبا التي يسعى بوتين إلى إعادة ترسيم حدودها، وتهديدًا لحكم القانون. نحو تعزيز جناحه الشرقي: فتدخل روسيا في أوكرانيا دفع الحلف " الناتو " ج- اتجاه
Made with FlippingBook Online newsletter