العدد 14 – مايو / آيار .2022

| 128

إلى الاتجاه نحو تقوية جناحه الشرقي؛ ونظرًا إلى أن تدخل بوتين في دولة مستقلة ذات ســيادة لم يكن متوقعًا من قبل؛ ومع احتمال تحول مركز الأزمة مســتقبً من أوكرانيا إلى دول البلطيق، وكذلك إلى بولندا والدول الأخرى التي ستشكّل الحدود الجديدة للغرب في مواجهة روسيا، فسيمثّل ذلك حافزًا للولايات المتحدة وحلفائها على إرســال المزيد من القوات والمعدات العســكرية إلى تلك الدول " الناتو " في الواقعة على خط المواجهة. المحتملة: حيث أطلقت إدارة جو بايدن حملة " جرائم الحرب " د- التضامن لتوثيق المحتملة التي ارتكبتها القوات الروســية التي دخلت " جرائم الحرب " جديدة لتوثيق 57 دولة من أصل 45 أوكرانيــا، ونجحــت في إطار ذلــك في تحقيق التوافق بيــن ) ضد روســيا وحليفتها OSCE ( " منظمة الأمن والتعاون في أوروبا " دولة عضوًا في ، على خطط لإرسال فريق 2022 مارس/آذار 3 بيلاروسيا، عندما جرت الموافقة، في مــن خبــراء المنظمة لتوثيق جرائم الحرب المحتملة. وهذا العدد الكبير يمثّل توافقًا لم يســبقه مثيل؛ فعدد الدول التي دعمت إنشــاء هذه الآلية بعد الانتهاكات المروعة دولة، وشكّل 17 ، كانت 2020 لحقوق الإنسان في بيلاروسيا، في أغسطس/آب عام يوضح مدى 45 إلى 17 ذلك حينها توافقًا كان هو الأكبر، ومن ثم فإن الانتقال من .) 42 انعزال روسيا وبيلاروسيا على المسرح الدولي( . بناء المنظومة الأمنية الأوروبية 2 إن الحــرب فــي أوكرانيا تُظهِر أن تحمّل أوروبا مســؤولية أكبر عن أمنها ليس أمرًا مرغوبًا فيه فحسب، بل ممكنًا أيضًا. لقد كانت الحرب بمنزلة جرس إنذار للأوروبيين الذين اعتقدوا أن نشــوب حرب كبيرة في قارتهم أصبح مســتحيً بســبب القواعد ضد الغزو والمؤسســات الدولية والاعتماد الاقتصادي المتبادل والضمانات الأمنية الأميركية. إن تصرفات روســيا تمثّل تذكيرًا بأن القوة التي لا تُقهر لا تزال شــديدة ليس كافيًا، غير " قوة مدنية " الأهمية، وأن دور أوروبا الذي تنســبه لنفســها باعتبارها أن استجابة الحكومات الأوروبية بقوة للدفاع عن أمنها يدحض التنبؤات بأن التنافر الاســتراتيجي داخل أوروبا قد يمنع القارة من الاســتجابة على نحو فعّال للتهديد المشترك. إن أوروبا يمكنها التعامل مع التهديد الروســي المســتقبلي بمفردها، ولدى أعضاء

Made with FlippingBook Online newsletter