العدد 14 – مايو / آيار .2022

| 130

وفــي الوقــت الذي يجب أن تعطي فيه الولايات المتحدة الأولوية لمواجهة الصين، يجب كذلك أن تهتم بالجبهة الأوروبية في مواجهة محاولة روسيا إعادة إنشاء دائرة نفوذها من خلال استخدام القوة، وليس أمام الولايات المتحدة خيار سوى مواجهتها بالقوة. وحتى أوروبا، التي حاولت الابتعاد خلال الســنوات الماضية عن الولايات المتحدة، أعادت اكتشاف حقيقة أن القوة الأميركية لا يمكن الاستغناء عنها. وإذا كانت الولايات المتحدة لا تملك حاليّا القدرات العملياتية لالتزام كامل طويل الأمد بقضيتين كبيرتين في مواجهة روســيا والصين، فإن الواقع الجيوسياسي يفرض عليها ذلك، ولن يكون أمام حلفائها وشــركائها على جبهتي أوروبا والهند والمحيط الهادئ خيار ســوى إلزام أنفسهم بنشاط أكبر في إدارة هاتين القضيتين، وخاصة في ظل وجود دعم مشــترك بين الصين وروســيا لإعادة رسم الخرائط الإقليمية وإعادة كتابة قواعد النظام الدولي بدً من العمل على كســب النفوذ من داخل المؤسسات القائمة. وإذا كانت واشنطن تواجه الآن تحديات صينية وروسية، فإنه يجب عليها بالضرورة تمكين حلفائها وتجديد ترتيبات تقاسم الأعباء في آسيا وأوروبا. وتساعد استراتيجية إدارة بايدن الكبرى على القيام بالأمرين من خلال تركيزها الخاص على بناء العمل الشبكي للشراكات المرنة والمؤسسات والتحالفات ومجموعات الدول؛ حيث طوّرت الولايات المتحدة تشــكيلات (خمســة- أربعة- ثلاثة- اثنان) في آسيا بدأت بتعزيز ) إلى نشــر الحوار الأمني الرباعي، FVEY ( " خمس أعين " التحالف الاســتخباراتي ) ثم تعزيز التحالفات العسكرية AUKUS ( " أوكوس " وتوقيع الاتفاقية الأمنية الثلاثية الثنائية تعزيزًا للعمل الشبكي لإدارة بايدن في آسيا. وإذا كانت الأطراف الآســيوية والأوروبية لا تســتطيع تحقيــق التوازن في مواجهة الصين وروسيا بمفردها في المستقبل المنظور، فإنها تساعد في تعزيز الدعم السياسي المحلي للولايات المتحدة من أجل استمرار الالتزام العسكري في المنطقتين. ومن خلال تعزيز دور أكبر لحلفائها وزيادة تفعيل موقفهم السياسي، يمكن لواشنطن بناء توازنات إقليمية دائمة للقوى في آســيا وأوروبا، مدعومة بالقوة العسكرية الأميركية. .) 44 وهذا قد يجبر بكين وموسكو على تبنّي نهج أكثر منطقية مع جيرانهما(

Made with FlippingBook Online newsletter