العدد 14 – مايو / آيار .2022

131 |

خاتمة في إطار المحاور التي تناولتها الدراسة، وفي ظل تطورات ومعطيات وسياقات الأزمة ، يمكن الوقوف على عدد من الخلاصات الأساسية: 2022 الأوكرانية أو ً: فيمــا يتعلق بالوحدات الدولية، كشــفت الأزمــة الأوكرانية عن حدود وطبيعة الدور الذي يمكن أن تقوم به الأطراف الأساســية في النظام الحالي، مثل روســيا الاتحادية التي حركت الأحداث وكانت المبادر بالفعل في الكثير من تحولاتها، سواء في مرحلة ما قبل الحرب أو أثناء الحرب. وفي المقابل، برز دور الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها؛ حيث وجدت في الحرب تهديدًا كبيرًا للكثير من قيمها ومبادئها ونموذجها الحضاري، بل وفي مرحلة من مراحل الحرب، وجدت فيها تهديدًا حقيقيّا لوجود العديد من الدول والأطراف في المعسكر الغربي، وفي مقدمتها دول أوروبا الشــرقية ســواء التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي أو إلى حلف الناتو بعد تفكك . 1991 وانهيار الاتحاد السوفيتي، وفــي إطار الوحدات الدولية فــي مرحلة ما بعد الأزمة الأوكرانية، يمكن القول: إن هنــاك احتمــالات قوية بظهور دول جديدة، وقد تختفــي دول بحدودها التي كانت قائمة قبل الأزمة، وقد نشــهد اتجاهًا نحو بناء تحالفات جديدة قد تصل في بعضها إلى درجة الاندماج، وخاصة بين بعض دول شــرق أوروبا (بولندا، إســتونيا، لاتفيا، ) من ميثاق حلف الناتو فيما بينها، أمام ما وجدته 4 ليتوانيا) التي قامت بتفعيل المادة ( من تهديدات وجودية لأمنها واستقرارها. ثانيًــا: فيمــا يتعلق بالبنيــان الدولي، قد تدفع تداعيات الأزمــة إلى تغير جذري في بنيــة النظــام الدولي الراهن، ولكن من وجهة نظــر الباحث، باتجاه نظام غربي أكثر هيمنة وأحادية، في ظل الأضرار الكبيرة التي ستطول روسيا وحلفاءها في المواجهة الحاليــة إذا طال أمد الحرب فــي أوكرانيا. فالعقوبات الاقتصادية التي فُرضت على ، ولن يســاعدها الارتفاع الكبير 1999 روســيا يمكن أن تعود بها لما كانت عليه عام في أســعار النفط والغاز، أهم مصادر دخلهــا القومي، في ظل العقوبات المفروضة عليها، من الدول والشركات العملاقة والمؤسسات المالية والاقتصادية الضخمة. ولا يعتقد الباحث أن الصين يمكن أن تتورّط في تقديم دعم عســكري مباشــر لروسيا، في حال تمددت الحرب خارج المســرح الأوروبي، لأنها أكثر حرصًا على الحفاظ

Made with FlippingBook Online newsletter