العدد 14 – مايو / آيار .2022

15 |

). فالترميق في اعتقادنا هو 9 في نقطة تقاطع الرؤى المتعددة ومضاعفة زوايا تحليله( دفع البحث للتجريب عبر السير في طريق غير معبّد، بالقدر الكافي، في البيئة الرقمية. إذن، علــى الرغم من مرور أكثر مــن عقدين على البحوث الأولى التي أُنجزت في )، ما زالت مناهج البحث في السياق الرقمي توصف بالترميق، 10 الفضاء الافتراضي( أي إنهــا موضع اجتهاد مســتأنف، فلم ترســخ وتتجذّر بعد لتصبــح مناهج توافقية .) Conventional ( . الإطار النظري والمنهجي 1 يتطلب رسم خريطة لأبرز الاتجاهات البحثية في السياق الرقمي الإجابة عن الأسئلة في الاستراتيجيات البحثية في علوم الإعلام " الترميق المنهجي " التالية: كيف تَجسّد والاتصــال فــي البيئة الرقمية؟ وما أوجه التشــابه والاختلاف بين الاســتراتيجيات المنهجية التي تستند إلى العُدّة الرقمية أو تستعين بها؟ وما التداعيات الإبستمولوجية على علوم الإعلام والاتصال؟ " المعاصرة " والأخلاقية للمناهج البحثية لا يُفهم إلا بالنظر إلى المناهج السابقة ومكتسباتها، وما جرت " الترميق " نعتقد أن هذا إضافته إليها، وما يختلف عنها، وإلى تنوع الاجتهادات المنهجية. للإجابة عن هذه الأســئلة نســتأنس بالنظرية التفكيكية، التي نعتقد أنها لا تعبّر عن اتجاه فكري عدمي، بل تروم التفكيك وإعادة التركيب: تفكيك الأفكار والبنى الفكرية والتجارب البحثية قصد بلوغ حقيقتها وإعادة تركيبها بتشــغيل مفهومين أساسيين في ) والاختلاف Différance التفكير الدريدي (نســبة إلى جاك دريدا)، وهما: الإرجاء ( ). يســاعدنا المفهوم الأول (الإرجاء) في مناقشــة المناهج البحثية 11 () Différence ( انطلاقًــا مما غاب فيهــا أو عنها أو بناءً على ما لم تفصح عنه. ويدفعنا إلى الالتزام بالحذر وإرجاء تقييم المناهج البحثية في السياق الرقمي وعدم الحكم عليها بطريقة حاســمة لا رجعة فيها، لأنها ترتبط بعُدّة رقمية لا تكفّ عن التنوع والتطور والتغيير وتدرس ممارسات اتصالية وإعلامية متجددة ومتغيرة باستمرار. ويعيننا المفهوم الثاني (الاختلاف) في الكشف عن المشترك والمتباين في الاتجاهات المنهجية التي درست الميديا في البيئة الرقمية، والاقتراب أكثر من مستويات الرهانات المعرفية لكل اتجاه منهجي تتضمنه خريطة المناهج المعاصرة. )، المنهج الذي Qualitative Meta - analysis واعتمدنا على ميتــا التحليل النوعي (

Made with FlippingBook Online newsletter