العدد 14 – مايو / آيار .2022

| 202

فالنجاح هنا يُحســب لهم ويخلق لهم شــعبية وقبوً وســط المجتمع ومن ثم يبدأ الطموح السياســي، وإن فشــلوا كما يحدث الآن، فالفشل يُنسب إلى غيرهم. ويرى الباحث، عبد الفتاح ماضي، أن الجيوش تحولت من وظيفتها الأساســية إلى القيام بأدوار أخرى اقتصادية وسياسية؛ مما يعني تحكم مجموعة من العسكريين في مفاصل ). وهذا ما يحدث 42 الدولة أمنيّا وسياســيّا واقتصاديّا، إما بشــكل مباشر، أو مستتر( الآن في السودان بسبب ولوج تلك المؤسسات في الاقتصاد الرمادي. . السياسات النيوليب ارلية وتداعياتها الاقتصادية والسياسية 3.2 ،) Friedrich List ، انتقد عالم الاقتصاد الألماني، فريدريتش ليســت ( 1841 في عام بريطانيــا، لأنها تَعِظ الــدول الأخرى بحرية التجارة، بينما حققت تفوقها الاقتصادي ركلوا " بالتعريفــات الجمركية المرتفعة والدعــم الكثيف، واتّهَــم البريطانيين بأنهم تشــيع نصيحة عملية بارعة " الذي صعدوا به إلى العالم الاقتصادي. وقال: " السّــلّم للغاية لكل من يحقق قمة العظمة، وهي أن يركل السّــلّم الذي صعد عليه، فيحرم ). ويوجد اليوم في الدول الثرية من يعظون الدول 43 ( " غيره من وسيلة الارتقاء مثله الفقيرة بالسوق الحرة والتجارة الحرة ليقتنص الواعظون نصيبًا أكبر من أسواق هذه افعلوا كما نقول، لا كما " الدول وليقوا أنفســهم ظهور منافســين محتملين، يقولون: ، ويسلكون سلوك السامريين الأشرار؛ إذ يستفيدون من مآزق الآخرين، ولكن " فعلنا الأكثر إثارة للقلق هو أن كثيرًا من ســامريي اليوم الأشــرار لا يدركون أصً أنهم .) 44 يضيرون الدول النامية بسياساتهم( يكاد الســودان اليوم يبلغ أسوأ المؤشرات الاقتصادية في العالم (التضخم، انخفاض دخل الفرد...إلخ) بســبب غياب الرؤية الواضحة لمعالجة الاختلالات الاقتصادية، علمًا بأن الدولة تعمل الآن جاهدة لإرضاء المجتمع الدولي (صندوق النقد والبنك الدولييــن)، دون أن تبذل أي جهد لتخفيف المعاناة الاقتصادية أو تأبه لأضرار تلك السياســات وآثارها الاجتماعية والاقتصادية على المواطن. فحكومة الفترة الانتقالية ، إلى نقطة اتخاذ 2021 ســعت جاهــدة من أجل الوصول، في نهاية يونيو/حزيــران ، وهي نقطة يترتب عليها تنفيذ جميع سياسات البنك " هيبيك " القرار بموجب مبادرة والصندوق الدوليين المشروطة على السودان، ومن ضمنها رفع الدعم الكامل وتحرير جميع السلع والخدمات وتوحيد سعر الصرف. وتُعد مبادرة هيبيك إطارًا يقوم على

Made with FlippingBook Online newsletter