العدد 14 – مايو / آيار .2022

207 |

داخل مكونات الائتلاف نفســه؛ حيث دعا الحزب الشــيوعي إلى إســقاط الحكومة واتهمها بمواصلة نفس السياســات الســابقة لنظام البشــير، واعتبر الحزب أن طبيعة ليس في مقدرة هذه " السلطة أصبحت تعبّر عن مصالح الرأسمالية الطفيلية، وأضاف: الســلطة (الائتلاف الحاكم) أن تحقق حّ عادً لمشاكل البلاد، بما في ذلك قضية الســ م، مما يتطلب مواصلة النضال الجماهيري وإســقاط تحالف الهبوط الناعم، .) 59 ( " وإقامة الحكم المدني الديمقراطي العادل كما أن الخلاف بين مكونات الســلطة بلغ مداه تحديدًا في الجانب الاقتصادي؛ إذ وصف إبراهيم البدوي مخرجات وتوصيات المؤتمر الاقتصادي القومي الذي أقامته حكومته بأنها كانت عبارة عن حزم متناثرة من النوايا والأهداف لا تنهض على برامج واضحة، فضً عن أنها تجنبت معالجة قضية الإصلاح الاقتصادي في إطار البرنامج الذي جرى تبنّيه رسميّا من قِبَل الحكومة وتم التوافق عليه مع شركاء السودان، وفي )، ويعني بذلك 60 إطــار الاتفــاق المبرم مع صندوق النقد الدولي والبنــك الدولي( مســودة شــركاء الســودان الدوليين والموضوعة من قبلهم. ويواصل الوزير السابق حديثه متأســفًا ويؤكد أن المؤتمر الاقتصادي لم ينته إلى رؤية اســتراتيجية يمكن أن .) 61 يتبلور حولها إجماع وطني عريض( . الأجندة الإقليمية وتداعياتها على استق ارر السودان 2.3 منذ خواتيم عهد نظام الإنقاذ السابق، بدأت التدخلات الإقليمية في السودان بشكل مباشــر بهدف التأثير على مركز القرار السياســي والاقتصادي، في ســياق ما عُرف بسياســة استقطاب المحاور التي برزت بشكل جلي في بداية الألفية الثالثة. اتخذت تلك التدخلات الإقليمية -وإن كانت تهدف إلى تحقيق أجندة سياسية- من الجانب الاقتصادي مدخً مبررًا لها، فنجد أن النظام الســابق تأرجح بين الانتماء للمحاور الإقليمية والدولية، فتارة مع المحور الســعودي-الإماراتي وتارة أخرى مع المحور القطري-التركي، وتارة مع التوجه الإيراني-الروسي، بهدف تحقيق بعض المكاسب الاقتصادية. وقد لعبت تلك التدخلات -وإن كانت طفيفة- دورًا كبيرًا في إســقاط نظام الإنقاذ نفسه. فالنظام السابق لم يلبّ كل طموحات الفاعلين الإقليميين، تحديدًا .) 62 الإمارات والسعودية، لذلك كان دورهما كبيرًا فيما آل إليه( بعد ســقوط عمر البشــير، أعلنت الســعودية والإمارات ومصر مســاندتها الصريحة

Made with FlippingBook Online newsletter