| 208
للمجلس العسكري، والذي بدوره أعلن بعد بضعة أيام من استلامه للسلطة استمرار التحالف مع الســعودية، وإبقاء القوات الســودانية المشاركة في التحالف العربي في حرب اليمن. فموقع الســودان الجيوســتراتيجي جعل منه هدفًا لدول الإقليم بهدف تحقيق مصالحها سواء كان ذلك بالأصالة أو الوكالة، لذلك نجد أن التدخل المصري في الشــأن السوداني مرتبط بأزمة ســدّ النهضة مع إثيوبيا، أما التدخل السعودي في السودان فيرتبط بأدوار القوات السودانية المقاتلة في اليمن، كما أن التدخل الإماراتي في الســودان مرتبط بأطماع اقتصادية، مثل الذهب والســيطرة على الموانئ البحرية، كما أن له أبعادًا سياســية تتمثل في القضاء على جماعات الإســ م السياســي التي تعتبرهــا الإمارات مهددًا لأمنها القومــي. كما أن الدور الإثيوبي الذي قام به رئيس الوزراء، آبي أحمد، من رعايته للاتفاق بين العسكريين والمدنيين في أديس أبابا كان بهدف التقرب إلى السلطة المقبلة، ومن ثم ضمان انحيازها له على حساب الجانب المصري فيما يختص قضية ســد النهضة، وكذلــك الصراع على الحدود في منطقة الفشقة السودانية وإقليم تيغراي. ، ذكرت الباحثة " السودان: هل يتم استغلاله من قبل قوى خارجية؟ " وفي تقرير بعنوان )، أن Annette Weber في المعهد الألماني للشــؤون الدولية والأمنيــة، أنيت ويبر ( الإمــارات العربيــة المتحدة أصبح لها تأثير كبير على المجلس العســكري الانتقالي ). وجاء في التقرير أن الإمارات تعتبر المشتري الأول للذهب السوداني، 63 بالسودان( طنًا، 70 ، كانت الكمية المُعلَنة لإنتاج الذهب من قِبَل الحكومة تبلغ 2015 ففي عام في حين أكدت مصادر من مطار الخرطوم الدولي أن صادر الذهب عبر المطار فقط ). فيما قدّر 64 طن( 102 إلى مطار دبي عبر الخطوط الإماراتية في العام نفســه بلغ حول السودان، 2016 خبراء الأمم المتحدة، في تقرير صدر في سبتمبر/أيلول للعام بلغت 2014 - 2010 أن الذهب المهرب من السودان إلى الإمارات في الفترة ما بين .% 77 مليار دولار. كما أن الفاقد من الذهب يقدّر بأكثر من 4 . 6 قيمته ويشــير مهندس الوثيقة الدستورية، الوســيط الإفريقي للسودان، محمد الحسن ولد إن " لبات، إلى حدّة الأطماع الاقتصادية والسياســية الإقليمية نحو الســودان، قائ ً: التنافس الإقليمي المحتدم على الســودان بين قــوى متصارعة لا يوحي بالاطمئنان .) 65 ( " على استقرار الحكم الانتقالي ومستقبل البلاد
Made with FlippingBook Online newsletter