215 |
وتقديــم الخدمات الاجتماعية وإنجــاز مطلوبات العدالة الانتقالية؟ وهل يســتطيع القادة الجدد كســب ثقة المواطن محليّا، والشــرعية دوليّا من خلال تدابير في إدارة مؤسســات الدولة تضمن احترام إدارة أغلبية الناخبين وحماية مصالح الأقليات، بما ). فهؤلاء بالتأكيد عجزوا عن ذلك، فقد أثّر 89 ( " فــي ذلــك المرتبطة بالنظام القديم؟ عدم استكمال هياكل السلطة، مثل المجلس التشريعي والمفوضيات المعنية بالسلام والانتخابات واستقلالية القضاء...إلخ، سلبيّا على أداء مؤسسات الدولة. لذلك نجد أن القضايا المصيرية (التطبيع، مرجعية الدولة علمانية/إسلامية والسياسات الاقتصادية وغيرهــا) هي من اختصاصات المجلس التشــريعي المغيّب بقصدٍ كما تصفه بعض مكونات الائتلاف الحاكم. كما أن غياب مفوضية الفساد، وكذلك استقلالية القضاء، إزالة " وتغييب المحكمة العليا، خلق أزمة قضائية وسياسية وذلك نتيجة لأفعال لجنة ، التي مارست أفعاً سياسية بامتياز، كما قال رئيسها: " التمكين وتصفية نظام الإنقاذ )، مثل فصل موظفي الخدمة المدنية، والتدخل 90 إن تلك اللجنة هي لجنة سياسية( في قرار الســلطة القضائية وفصلهم، وممارســة دور الشــرطة والنيابة في التحقيق والاعتقال والمحاسبة. إن غياب تلك المؤسسات، بالإضافة إلى ضعف المؤسسات القائمة، قد أثّر سلبيّا في أداء الحكومة بشــكلها العام، كما أن التدخلات الإقليمية في الشــأن السوداني أثرت على مسار القرارات المتّخَذة، مثل التطبيع والقبول بعلمانية الدولة وتنفيذ السياسات إن " النيوليبرالية. ويضيف الوســيط الإفريقي للســودان، محمد الحســن ولد لبات: المرحلة الانتقالية بالسودان محفوفة بالمخاطر لأكثر من سبب، فالتحديات الجسيمة التــي تواجههــا تأتي من عدة مصادر؛ إذ تنبع من النظام السياســي الذي تم اختياره، ومــن طبيعة القوى السياســية المتواجدة، ومن تراتبية أولويــات المرحلة الانتقالية، ومن قضايا الســلم والأمن، وأخيرًا من تفاعل الحكم الانتقالي مع محيطه الإقليمي ). فارتباط القوى السياســية الفاعلة في المشــهد بالأطراف الخارجية، 91 ( " والدولي أصبح المهدد الحقيقي لتلك الفترة. خاتمة كان الاقتصاد هو الذي أســقط جعفر النميري حين فرض إجراءات تقشــف صارمة، ). ومن حيث المعطيات الماثلة 92 ، كما أطاح بعمر البشــير( 1985 فــي مارس/آذار أمامنا والشــواهد فإن الفترة الانتقالية غير مؤهّلة بشــكل كامل للوصول إلى مرحلة
Made with FlippingBook Online newsletter