العدد 14 – مايو / آيار .2022

| 216

التحول الديمقراطي؛ حيث لا أحد يعلم إلى الآن ما الحدود الزمنية للفترة الانتقالية المستمرة منذ عامين ونيف في ظل عجز السلطة القائمة عن تكوين بعض مؤسسات الفترة الانتقالية، مثل المجلس التشــريعي والمفوضيات القومية الأخرى؛ إذ بموجب اتفاقيات الســ م مع الحركات المسلحة يجري تجديد الفترة الانتقالية كلما توصلوا إلــى اتفــاق جديد مع أحدها، علمًا بأن هناك حركتين مســلحتين لم توقّعا بعد على اتفاق مع الحكومة. كما أن مكونات الائتلاف الحاكم نفســها ترفض الاســتحقاق الانتخابي، وتعتبر أن البلاد غير مؤهلة للقيام بانتخابات، مما يعني الاستمرار في الفترة الانتقالية إلى وقت غير معلوم، ولا تزال تلك المكونات السياسية ترفض فكرة الانتخابات المبكرة حتى بعد إجراءات الخامس والعشــرين من أكتوبر/تشرين الأول التي قام بها القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والتي تعتبرها تلك القوى السياسية انقلابًا على الســلطة القائمة، في ظل إصرار المكون العسكري على تشكيل حكومة .) 93 غير حزبية وعدم تسليم السلطة إلا عبر تفويض شعبي لتلك الأحزاب( إن فشل عملية الانتقال الديمقراطي في السودان سينجم عنها العديد من الاختلالات الاقتصادية والسياســية والاجتماعية والأمنية، والتي قد لا تؤدي إلى فشــل التجربة الديمقراطية فقط، بل تجعل الدولة قابلة لنسخ بعض التجارب الإقليمية مثلما يجري في اليمن وليبيا، في ظل التدخل الإقليم والدولي في الشأن السوداني، وإن كان ذلك تحت ذريعة دعم الانتقال في السودان. ويشير محمد أبو القاسم حاج حمد إلى أن السودانيين اختبروا مختلف أنظمة الحكم، النيابية التمثيلية والعســكرية، كمــا اختبروا مختلف التيارات الآخذة في أصولها عن الماركســية أو الإســ م التراثــي أو الليبرالية... ولم يتمكنــوا حتى الآن من احتواء المشكل الاقتصادي بما يحقق التقدم أو أقله بما يمنع الانهيار، ومن احتواء المشكل الجغرافي السياسي بما يحقق الوحدة أو أقله بما يمنع الحروب الأهلية، فهل العجز في أنظمة الحكم أم في الاختيارات السياســية والفكرية أم يكشف العجز عن أرجاء .) 94 أخرى مجهولة في تكوين السودان والسودانيين؟(

Made with FlippingBook Online newsletter