العدد 14 – مايو / آيار .2022

21 |

تبث إنتاج مشــتركيها ومستخدميها. كما أن مفهوم سيولة الأخبار يقتضي التفكير في برتوكول لتحليل النص الإخباري المتشــعب يختلف عن تحليل المضمون التقليدي .) 35 للصحف الورقية( علــى الرغم من لجوء وســائل الإعلام التقليدية )صحــف، محطات إذاعية، . 4 . 3 قنــوات تليفزيونيــة) إلى اســتخدام منصات التواصل الاجتماعــي، وإدراجها ضمن اســتراتيجياتها الإعلاميــة، إلا أن تحليل مضامينها تختلف عن دراســة المحتويات ، مثلما ذكرنا أعلاه، " الميتا إعلام " المتداولــة في المنصات الرقميــة التي تتماهى مع ممــا يطرح صعوبــات منهجية في دراســتها. فهل يمكن التغلــب عليها من خلال الاســتعانة بتحليل الخطاب الشــفهي والمحادثة في الاتصال الشخصي وجهًا لوجه )، خاصة بعد أن ظهرت الدعوة إلى Erving Goffman وفق منظور إرفينغ غوفمان ( تجديد نموذجه الدرامي للحياة الاجتماعية قصد الكشف عن مسرحة الذات وسردها .) 36 في هذه المنصات؟( . تعاضد الأطر النظرية 4 تســتند كل معرفــة علمية إلى ركيزتين: منطقية وأمبريقيــة. فالأطر النظرية تزود هذه ). وعلى هذا 37 المعرفة بالركيزة الأولى، بينما يزودها البحث العلمي بالركيزة الثانية( الأســاس تبدو النظرية ومنهج البحث وجهين لعملة واحدة. إن الأطر النظرية تعطي معنى لما توصل إليه البحث الأمبريقي: تشرحه، وتُقدّم قراءة لآفاق تطوره بعد توظيف آليات تأويله أو تســن قواعد لتعميمه. ويمنح المنهج المادة التي تمكّن البحث من .) 38 ( " الفضاء المفهومي " الارتقاء ببياناته الأمبريقية إلى وتُشكّل الميديا الاجتماعية ملتقى العديد من التخصصات العلمية؛ إذ تتقاطع العديد مــن العلوم في دراســتها. لذا يبــدو أن البحث عن إطار تأويلــي لمختلف جوانب نشــاطاتها صعب إن لم يكن مســتحي ً. فالعُدّة النظرية التي يُشَغّلُها الباحث لدراسة هذه الميديا تختلف باختلاف نظرته إليها: هل يعتبرها نظامًا اجتماعيّا؟ ممارسةً تقنو- اجتماعية؟ هل هي قوة تغيير الممارســة السياســية؟ هل يعتبرها رافدًا ثقافيّا منتجًا للتمثّلات الاجتماعية؟ وهل تُعد مخبرًا لتطور الممارســات اللســانية والخطابية أو تشكّل مرحلة متقدمة من الإنتاج ما بعد الصناعي للصحافة؟ بصرف النظر عن الإجابة التفصيلية عن هذه الأسئلة، يمكن القول: إن حقل الإعلام والاتصال شهد الكثير من المحاولات لمراجعة نظريات الإعلام المعيارية التقليدية في

Made with FlippingBook Online newsletter