العدد 14 – مايو / آيار .2022

229 |

مقدمة بحدث متفرد وغير مسبوق تمثّل في التفشي السريع 2020 فوجئ العالم مع بداية عام لفيروس كورونا المســتجد، الذي سرعان ما تحوّل إلى جائحة عالمية، واخترق كل الحــدود، وأصاب الملايين من شــعوب العالم. وزاد مــن خطورة هذا الوباء حينها عــدم وجــود لقاحات مضادة لــه أو بروتوكولات علاجية صحيــة ناجعة. واكتفت المؤسســات الصحية في دول العالم كافة، ومنها منظمة الصحة العالمية، طيلة أشهر ، بنشــر توصيات مشــدّدة لشعوب العالم بضرورة تطبيق إجراءات 2020 خلال العام الوقاية الصحية التقليدية لمواجهة هذا الوباء، والتي اقتصرت على إجراءات النظافة، والتباعد الاجتماعي، والإغلاق والحجر الصحي والمنزلي للمرضى والمخالطين لهم. ووفقًا للإحصاءات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية على مدى أكثر من سنتين، وتحديدًا ، وهو تاريخ 2022 يناير/كانون الثاني 20 إلى 2020 منذ الأول من يناير/كانون الثاني الانتهاء من إعداد هذه الدراسة، فقد بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في كل دول ) حالة 5 . 551 . 314 ) إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات نحو ( 332 . 617 . 707 العالم نحو ( وفاة. وأعقب ذلك، ولربما لأول مرة في التاريخ، إغلاق حدود دول العالم بســبب انتشار الجائحة، فضً عن شلّ الأنشطة الاقتصادية في مختلف القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية في غالبية دول العالم. وعلى الرغم من نجاح العلماء في ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية في بادئ الأمر، ، وتكلّل 2020 وفي دول أخرى لاحقًا، باكتشاف لقاحات لهذا الفيروس في نهاية عام يناير/كانون الثاني 1 ذلك بمصادقة منظمة الصحة العالمية على أول لقاح (فايزر)، في ، إلا أن تأثيرات الجائحة الصحية والاقتصادية ألقت بظلالها القاتمة على جميع 2021 المجالات، وفي كل دول العالم. ولم تكن الدول العربية استثناء من هذه التداعيات، بل كانت التأثيرات مركّبة لاعتبارات عديدة، وفي مقدمتها تخلّف القطاعات الصحية، وتراجع الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في مختلف القطاعات. وتتجلــى أهمية اقتصادات الدول العربيــة وفقًا لأحدث المعطيات الإحصائية للبنك ) نســمة، 436 . 080 . 73 في امتلاكها لموارد بشــرية كبيرة قوامها ( 2020 الدولي لعام ) نســمة، ضمنهم نحو 135 . 833 . 28 فيمــا بلغ مجمــوع القوى العاملة العربية نحو ( %، مقارنة 11 . 5 مليــون عاطل عن العمل، وبنســبة بطالة مرتفعــة وصلت إلى 15 . 6

Made with FlippingBook Online newsletter