العدد 14 – مايو / آيار .2022

| 246

الاجتماعية وبعض أجهزة تثبيت الدخل. ويختلف الوضع بالنسبة إلى القوى العاملة فــي الــدول العربية التي تعمل غالبيتها في القطاع غير الرســمي، ســواء أكانوا باعة متجولين أو صغار الحرفيين، فإن تدابير الاحتواء وحظر التجول أو إغلاق الأسواق تعني بالنسبة لهم إيقاف نشاطاتهم، ما يجعل ضمان قوتهم اليومي شبه مستحيل، في غياب نظام تقاعد أو تأمين ضد البطالة أو تأمين صحي. ولذلك فإن تدابير الاحتواء تثير المخاوف من زيادة حادة في الفقر وعدم المساواة، وتصاعد التوترات السياسية .) 36 والاجتماعية( ا: تأثير الجائحة على العمال المهاجرين ً اربع يعمل الاقتصاد غير الرسمي جنبًا إلى جنب مع الاقتصاد الرسمي في كل دول العالم دون استثناء، بمعنى أنه ظاهرة عالمية، لكنه يوجد بنسب متفاوتة؛ حيث تكون أعلاها في الدول النامية وأقلها في الدول المتقدمة، وتشير بيانات منظمة العمل الدولية إلى % مــن قوة العمل في 60 مليار من الأشــخاص البالغين، أي نحو 2 أن أكثــر مــن ). ويُعد العمال المهاجرون في العالم 37 العالم، يعملون في الاقتصاد غير الرســمي( مليونًا، وخاصة أولئك الذين يعملون في القطاع غير الرســمي، 164 البالــغ عددهم مــن أكثــر الفئات تضررًا من جائحة كورونــا، وغالبًا ما يعملون في أعمال مؤقتة أو موسمية بأجور منخفضة دون دمجهم في أنظمة الحماية الاجتماعية. وخلال الأزمات .) 38 الاقتصادية غالبًا ما يكون أفراد هذه الفئات أول من يفقدون وظائفهم( كمــا أن العمال المهاجرين معرّضون لتداعيات جائحة كورونا في بلدان الاســتقبال بسبب إمكانية الاستغناء عنهم. وقد أظهرت الأزمات السابقة (كما حصل في الأزمة )، أن العمال المهاجرين معرضون على نحو أكبر 2009 / 2008 الماليــة العالمية فــي مليون شــخص 18 . 2 لمخاطر الفصل من وظائفهم. وفي الدول العربية يعمل نحو في القطاعات الأكثر عرضة للمخاطر مما يجعلهم يواجهون مخاطر عالية كالتسريح .) 39 من العمل، أو تخفيض الأجور، أو تقليل ساعات العمل( وبعد مضي عامين على تفشي جائحة كورونا على المستوى الدولي، والانكماش الحاد ، بدأت بوادر التعافي تتحقق أخيرًا في مسار الاقتصاد العالمي، فيما 2020 خلال العام تواصل الاقتصادات التكيف مع أســاليب العمل الجديدة وتســتمر عمليات التطعيم ضد الفيروس. وساعدت سرعة تحرك السياسات عالميّا، بما في ذلك التدابير النقدية

Made with FlippingBook Online newsletter