العدد 14 – مايو / آيار .2022

261 |

أما عالمية الجهاد بهذا الاعتبار، والتي كان لعزام اليد الطولى في شــيوعه، فصحيح أنه كان مرتبطًا بأفغانستان، إلا أن بعض مفاهيمه كما تبدو في الكتاب، كانت سابقة على الحدث الأفغاني، وبعضها الآخر -وهو الأهم- تكوّن في تجربة عزام الأفغانية، وكلاهما امتد تأثيرهما إلى ما بعد عزام، قوة وشيوعًا وتطورًا، وهنا تكمن مسؤوليته. عمّا بعده، رغم أنه كان في وسط حقبة زمنية وفعل جهادي " المســؤول " هكذا عزام له ظروفه وســياقه الجيوسياســي، إلا أن كل هذا تفصيل فيهما. فمسؤوليته أنه أطلق ، والزمن الحقيقي والأساس هو مسار حياته فحسب والأيديولوجيا " مانيفست جهادي " التي يعتنقها، وهو المسؤول عمّا نتج عن ذلك من مآلات. كما نعرفه الآن " عولمة الجهاد " فالكتاب يرى أن عبد الله عزام هو الذي أطلق فكرة إلا نتائج لتلك الفكرة " تنظيم الدولة " وليس كما كان في حياته فحسب، وما القاعدة و أو الحالة الجهادية. وقبل الخوض في الحديث عن عزام ونشأة الجهادية من المهم الوقوف على السياق الجيوسياسي للجهاد الأفغاني. . السياق الجيوسياسي 2 رغم أن حياة عزام تبدو على الأغلب، بحســب الكتاب، أشــبه بمقطورات كل منها تقود إلى الأخرى، إلا أنه لم يغفل ذكر وتحليل ســياقات أخرى كان لها أثرها في -إذا جاز الوصف وجريًا على صنيع الكتاب- ولكن لم تعط " الأفغاني " صناعة عزام وزنًا كبيرًا لتوجيه السرد أو في تقديم بعض الاستنتاجات لاسيما الكبرى منها. ، وكان الصراع الأفغاني قد مضى عليه عامان، 1981 وصل عزام إلى أفغانستان عام أميركي لمواجهة تمدد الاتحاد السوفيتي في المنطقة، أو في " استبســال " وكان هناك )، ولعبت أميركا 11 الأصل استدرج الأميركان السوفيت ونصبوا لهم فخّا لاستنزافهم( دورًا رئيسيّا في دعم هذا الجهاد والترويج له، وهو ما حدث تصاعديّا. بالطبع يؤكد بقوله: إن أطرافًا ثلاثة قامت بالجهد الأكبر في " الجيوسياسي " الكاتب على هذا السياق ، وهي: الولايات المتحدة، والسعودية، وباكستان. وبخصوص " لعبة دعم المجاهدين " المجاهدين العرب، كانت الأخيرة تغض البصر عن تدفقهم إليها على الأقل، وكانت توفر لهم حرية الحركة، بينما كانت الرياض تقدم كل الدعم لهم بوصفه واجبًا أخلاقيّا إنسانيّا ودينيّا. وسهّلت تنقل المتطوعين منها إلى باكستان، في حين دعمتهم واشنطن

Made with FlippingBook Online newsletter