العدد 14 – مايو / آيار .2022

| 262

بطــرق مختلفــة قد لا تبدو جميعها واضحة، منها: حريــة الحركة في أميركا وجمع .) 12 تبرعات وفتح حسابات ونقل أموال( وعلى صعيد العلاقة السياســية المباشــرة مع هذه الأطراف، يميز الكاتب بين عزام بالنسبة للأول -كما يقول- " القليل من الإشارات " وأسامة بن لادن؛ حيث كان هناك حول وجود تعاون ممنهج مع المســؤولين الســعوديين، وأقل من ذلك بكثير حول أقرب مع " تعاونه مع المخابرات الســعودية، في حين كان ابن لادن يعمل بشــكل هذا لا يعني أن كل نشــاطات ابن لادن في السعودية " ، ولكن " المخابرات الســعودية . ولم يعمــل عزام مع أي جهاز مخابرات " كانــت موجّهة من المخابرات الســعودية ). ولا يوجد عمومًا 13 غربــي، رغم لقائه بمســؤولين غربيين ومن بينهم مخابــرات( دليل على التعاون بين المخابرات المركزية الأميركية والعرب الأفغان، وهي الفكرة .) 14 التي دأب المجاهدون العرب على نفيها( وحــاول الكاتــب أن يعكس هذه العلاقة المثيرة للجدل؛ حيث لا يحظى الأميركيون والغربيون بالترحاب من المجاهدين العرب، وقد يحرضون ضدهم حتى أو يظهرون )، هذا من جهة. ومن 15 الكراهية لهم وحتى للعاملين في المجال الإنســاني منهم( جهة أخرى، هم معهم في خندق واحد ضد الســوفيت والروس. وفي نفس الســياق الجيوسياسي، يؤكد الكاتب أن دوً أخرى أسهمت في التسليح مثل مصر والصين، وأخرى شاركت بالمعلومات الاستخبارية، مثل بريطانيا وفرنسا، وحتى إيران وإسرائيل .) 16 ذُكِرتا في سياق المساهمين في هذه الحرب، وإن تحفظ الكاتب بشأن إسرائيل( هذا الســياق الجيوسياســي الذي أورده هيغهامر ضمنًا في ســرد حياة عزام وبشكل ، وربما تعرض له في محطات أخرى بشكل " دبلوماســي " أوضح ومحدود في فصل محدود جدّا أيضًا، لم يؤثر بشكل كبير على خلاصات الكتاب واستنتاجاته، رغم أنه بل يفوق دور عزام نفسه " الجهاد الأفغاني " في الحقيقة كان مؤثرًا كبيرًا بحدّ ذاته في بمعناه الواســع في أفغانســتان، لاسيما إذا ما اعتبرنا " النموذج الجهادي " في صناعة السياق بما فيه من فاعلين ومبادرات. وهذا السياق كما كان حاضنًا لعزام فيما صنعه، فإنه جاء حاضنًا أيضًا لســواه من الجهاديين الذي كانوا على خصومة أو خلاف مع عزام ممن قد يوصفون بالتشــدد حتى من الإســ ميين أنفسهم؛ حيث لم تكن هناك قواعد صارمة في هذه اللعبة الجيوسياسية الكبرى لضبط الجهاد في سياقه الأفغاني، خاصــة مــن الناحية الفكرية والأيديولوجية، وكان التقدير على ما يبدو أن التداعيات

Made with FlippingBook Online newsletter