العدد 14 – مايو / آيار .2022

265 |

) وإن كان 23 علــى العموم، ينفي هيغهامر بوضوح انتماء عزام للقاعدة بأي شــكل( يبحث في احتمال تأسيســها في حياته فــي منتصف الثمانينات، ويربطها بالاختلاف بين أسامة بن لادن وعزام حول طريقة العمل في أفغانستان، وتتمركز حول تأسيس ). ويرجّح أنها كانت تتكون في نهاية 24 ) من قِبَل ابن لادن( 1986 معسكر المأسدة ( حتى منتصف التسعينات " ) وكانت تهدف لإيجاد نخبة مقاتلة، وأنها 1988 الثمانينات ( .) 25 ( " لم تكن قد حددت استراتيجية واضحة لشكل الحرب ضد أميركا ويمكن هنا الملاحظة والافتراض أن الظروف تدخلت لتعطي الجهادية وجهة ومعنى ، 1998 آخر، أقلها ما هو واضح عند إعلان القاعدة عن نفسها أول مرة في صيف عام ؛ حيث " الصليبيين والصهاينة " وبعــد تحالفها مع طالبــان، أنها جبهة عالمية لمواجهة أصبح للجهادية وجهة محددة، لاســيما أن الإسلاميين عمومًا كانوا يرون في عملية الســ م برعاية واشــنطن عملية تســليم فلسطين لإســرائيل، وكانت مقاومة حماس سبتمبر/أيلول عام 28 العسكرية في تصاعد، إلى أن كانت الانتفاضة الفلسطينية في ، وهو سياق لا يمكن إغفاله أو عدم اعتباره. أي إن الجهادية التي جاءت بعد 2000 عزام، القاعدة، أسهمت بها الظروف أيضًا، تمامًا كما الشأن مع الجهادية السابقة إبان الغزو السوفيتي. أمــا ما أضافه عزام إلى الجهاديــة، ففي خلاصة الكتاب، يؤكد هيغهامر أن عزام لم يكن من أطلق مشاركة العرب في أفغانستان، لكنه ضاعفها خاصة في الفترة ما بين ، ولعب دورًا أساســيّا في التجنيد لاســيما عبر مكتب خدمات 1987 و 1983 عامي كانت سببًا في جذب المتطوعين إلى " رسالة تجنيد جديدة " المجاهدين، كما أنضج الميدان الأفغاني. وهذا كله يستطيع أن يجد أدلته، ولكن يحتاج إلى حفر أكثر خاصة إذا مــا علمنا، وهو ما اعتمده الكتــاب، أن أكثر المتطوعين في الجهاد الأفغاني من )، فهل هذه الأكثرية جاءت عن طريق عزام؟ لكن ما 26 الســعودية ومصر والجزائر( فيما يخص " تجديديْن بارزيْن " يلفــت النظر أكثر قوله: إن عزامًا كان مســؤوً عــن ســاعدا على تغيير مســار الحركة الجهادية: الأول: كان نقل " ، " عقيدة قتال الأجنبي " ، " دفاع أمة " التركيــز فــي التفكير الجهادي من الثورة (على الأنظمــة وتغييرها) نحو مما أسّس ليس فقط لحشد المقاتلين الأجانب في التسعينات وما بعدها، بل لظهور . وكان تبرير ابــن لادن لحربه ضد أميركا مجرد " إرهــاب القاعــدة المعادي للغرب " امتداد لفكرة عزام عن دفاع الأمة. أما تجديد عزام الثاني فتمثّل في تجريد الحكومات

Made with FlippingBook Online newsletter