العدد 14 – مايو / آيار .2022

| 266

من ســلطة منع ســكانها من المشاركة في الجهاد. وقوّض عزام -بمحاججته أنه في ظروف سياســية معينة على المســلمين النفير للحرب مهما كانت حكوماتهم تقول- ). وهو 27 الســلطة الدينية التقليدية وفتح بابًا لاستضافة مجموعات فرعية راديكالية( الجهاد، لأنها تحرر الجهاد من السلطة كل سلطة، " خصخصة " ما عبّر عنه هيغهامر بـ ســلطة الدولة التي جاء المجاهد منها ومن ثم ســلطة أميره المحلي، ويرى أن عزام .) 28 لم يتوقع ذلك ولم يدرك تبعات فكرته، التي انتهت بولادة فصائل راديكالية( ويبدو هذا الاستنتاج لهيغهامر غير واضح، لأنه لم يخلق له مسارًا واضحًا في الكتاب ليأتي ثمرة له، لاسيما أن اتجاه السرد في الكتاب يركز على أن غاية عبد الله عزام بأحسن الأحوال أن تكون أفغانستان قاعدة صلبة تنطلق منها الدعوة، وحصنًا يؤوي )، وحتى تصــورات عزام لما يجب أن تكون 29 ( " من جحيم الجاهلية " إليــه الدعــاة ) في هذا الشأن، 30 ( " ضبابيّا " عليه الخلافة ليست واضحة على المدى الطويل، وكان بحسب وصف الكاتب نفسه. وبطبيعة الحال هذه الوجهة في السرد والتحليل تُفضي بالكاتب إلى الربط الوثيق بين مسار حياة عزام ومنظومة أفكاره الجهادية، بما انتهى إليه الفكر الجهادي من بعده. ورغــم نفيه صلة عــزام بالقاعدة يعود مرة أخرى لوصله بها، وهي ظاهرة تتكرر في الكتاب. ففي فصل عزام الرمز، يبحث عن فرضية: ماذا كان ســيفعل عزام لو بقي حيّا: هل سيكون راديكاليّا جهاديّا مثل ابن لادن، أم يلتحق بحماس كما ترجح زوجته (زوجة عزام)، أم كان ســيدافع عن المســلمين حيث احتاجوا النصرة، مثل فلسطين والبوســنة والعــراق، على رأي ابنه حذيفة، وكــذا دواليك؟ يجزم هيغهامر بأن عزام أحد أقوى أنصار " )، لكنه يراه 31 () 2001 لم يكن ليدعم تفجيرات ســبتمبر/أيلول ( ، ويرجح أيضًا أن عزام لو خُيّر بين القاعدة المختصة " النزعة عبر الحدودية في زمانه بالهجمات الإرهابية، وتنظيم الدولة الإسلامية ذي الخطط المحددة لإنشاء خلافة، لم .) 32 يكن ليختار أيّا منهما. لكن تأسيس دولة إسلامية كان سيُعَدّ أولوية عاجلة لعزام( إن جمع الكتاب بين السياق الزمني ومحاولة التحليل على هامشه، لم تخدم الأخير فجاءت الاســتنتاجات مرتبكة، وكثر تكرار نفس الأســئلة رغم الســياقات المختلفة أحيانًا، فضً عن القفز في الاســتنتاج وبلغة جازمة حتى إنه صدّر خلاصة الكتاب ). كيف يمكن 33 ( " أصبحت النزعة الجهادية عالمية بســبب القمع المحلي " بقولــه: لدراســة مســيرة عبد الله عزام وتحديدًا في هذا الكتاب أن تفضي إلى هذه النتيجة،

Made with FlippingBook Online newsletter