العدد 14 – مايو / آيار .2022

267 |

لماذا لا يكون السياق الجيوسياسي مث ً؟ لماذا لا يكون الاستعداد الثقافي في الدول المتطوعين " الإســ مية بغضّ النظر عن كيفية الاستفادة منه أو استغلاله؟ لاسيما أن لــم يأتوا من دول فيها قمع فقط، بل جاء بعضهم من دول أخرى ثرية " المجاهديــن كدول الخليج، والمجاهدون العرب لم يأتوا من الدول العربية فقط بل بعضهم حملة جنسيات أجنبية وجاؤوا من دول غربية. ليس غاية النقاش هنا نفي فكرة أن القمع له دور في بعض أنواع الجهادية أو إثبات ذلك، بل هناك أسباب كثيرة أسهمت في تكوين الجهادية، ومحله ليس هنا لأنه لم تُناقَــش هــذه الفكرة في الكتاب بجدية كافية بوصفها مطلبًا رئيســيّا له، وجاءت في ســياق هامشــي جدّا بهذا الاعتبار رغم أنها احتلت صدر خلاصته. وباعتقادي، إذا مــا كان الكاتــب معنيّا جدّا بمثل هذه الأجوبة كما بدا من مقدمة الكتاب وما حاول إثباته في استنتاجاته وخلاصاته، كان عليه أن يسلك مسلكًا مختلفًا تمامًا، لأن قافلة عبد الله عزام لا تكفي للإجابة عليه. . جهادية ع ازم وسياقاتها من منظور آخر 4 إن فكرة الجهادية بصورتها الواسعة كانت تتشكّل أثناء الحالة الأفغانية وعبر مراحل فهــي لــم تولد مرة واحدة ولم تكن حالة جاهــزة، وكان لها مصادر عربية عدة. في الساحة الأفغانية استُؤنِف النقاش حول تجربة الجماعات الإسلامية التي انخرطت في مواجهات مع السلطة، منها: الجماعة الإسلامية وحركة الجهاد المصريتان، (الأولى كان قــد هرب بعض أعضائها إلى أفغانســتان بعــد اغتيال بعض أفرادها من الجيش ) وما نشأ على 1978 ، والثانية تأسست عام 1981 الرئيسَ المصريّ أنور السادات، عام أطرافهما أو انشق عنهما من جماعات صغيرة وكذلك تجربة جماعة المسلمين أو ما في سوريا، وتجربة جماعة مصطفى أبو " الجهاد " سُــميت بالتكفير والهجرة، وتجربة )، إضافة إلى أفكار أخرى كثيرة. وترافق ذلك كله 1987 - 1981 يعلــي فــي الجزائر ( مع إعادة هيكلة للفكر الوهابي؛ حيث وُضع في سياق سياسي لأول مرة وخارج بيئته في المملكة العربية الســعودية، وبوظيفة عســكرية في أفغانستان لم تُعهَد من قبل إلا في ظروف التأسيس للمملكة العربية السعودية. في هذه الأجواء ربما لا توجد فكرة أو لها رأي فيه إلا طُرحت... وبعضها تسبّب أحيانًا " للجهاد " متطرفة أو معتدلة تنتمي

Made with FlippingBook Online newsletter