25 |
أجيال: الجيل الأول ظهر في أواخر القرن التاســع عشــر، وكان يعتمد على البيانات الناجمة عن التعددات السنوية التي تقوم بها الحكومات، ومؤسساتها المختلفة لمسح شامل للسكان أو شريحة منهم قصد رصد السلوك الفردي في المجتمع. بالطبع، إن هذه البيانات تلبّي بدرجة أساســية حاجة الدولة ومؤسســاتها خدمة لسياستها. وظهر لاستطلاع الآراء، " غالوب " الجيل الثاني في ثلاثينات القرن الماضي مع إنشاء مؤسسة وانطلاق عالم الاجتماع، بول لازرسفيلد، في إنجاز بحوثه الميدانية التي تعتمد على استطلاع الآراء بالاستناد إلى عينة تَمْثِيلِية لدراسة المجتمع. وكانت الحاجة إلى هذه البيانات وليدة الســوق والحياة السياســية الديمقراطية. أما الجيل الثالث فقد بدأ في الظهور منذ ثمانينات القرن الماضي ومطلع الألفية الحالية مستندًا إلى البيانات الكبرى )، وتعزّز بزيادة الاستخدام الاجتماعي للإنترنت نتيجة قيامه Big Data أو الضخمة ( بدراسة ما يخلّفه مستخدمو الإنترنت من آثار في إبحارهم عبر شبكة الإنترنت، وما تحتفظ به المواقع والمنصات الرقمية عن زوارها ومقدمي خدمة الإنترنت. علــى الرغم مــن المآخذ التي أُخِــذَت على هذا التصنيف لتطور العلوم الإنســانية والاجتماعيــة، مثــل الاعتماد على طبيعة البيانات وطريقــة جمعها بدل التركيز على )، إلا أن نورتجي اســتندت عليها في 67 الغايات المنشــودة من جمعهــا وتحليلها( إعداد خريطة مناهج البحث في الســياق الرقمي -كما سنرى لاحقًا- وعلى أساسها فتحت باب الحوار بين المقاربات البحثية (المقاربة بواسطة البنى التي اعتمدها علم الاجتماع الدوركايمي -المجتمع-، والمقاربة عبر الســوق -استطلاعات الرأي التي ) Memes تنجزها المؤسسة، مثل غالوب- والمقاربة عبر العدوى المباشرة للميمات ( .) Gabriel Tarde الرقمية والمحاكاة استنادًا إلى أطروحة عالم الاجتماع غبريال تارد ( أمــام دفــع العُدّة الرقمية إلى تحويــل المجتمع إلى كمية رهيبة مــن الآثار الرقمية ) تزايدت الخشية من أن تجر الخوارزميات إلى الاستغناء عن طرق Digital Traces ( التحليل العلمي التي كرســتها العلوم الإنسانية منذ نشأتها فأصبحت من المكتسبات المنهجية. فالعدد الهائل من الآثار الرقمية أصبح يشــمل مجتمعات البحث بأســرها التي يزيد عدد مفرداتها عن عشــرات الآلاف (الكلمات المفتاحية، الروابط الرقمية، التعليقات، الرسائل الإلكترونية، التفاعلات عبر أيقونة الإعجاب والرموز التعبيرية أو )، والتغريدات، وشرائط الفيديو، والصور، والبودكاسات، 68 () Emoji ( " الإيموجات "
Made with FlippingBook Online newsletter