العدد 14 – مايو / آيار .2022

| 268

بنزاعات مسلحة بين المجاهدين العرب أنفسهم أو الأفغان أنفسهم، أو بين بعضهم .) 34 بعضًا من الطرفين( وبعض هذه التيارات أو كثير منها كان في خصومة مع الإخوان، واســتحضرت كل لتغيير الأنظمة " العنف " أي " الجهاد " أدواتها ضد الإخوان بســبب تحفظ هؤلاء على ، وكان عزام في نظر هذه التيارات إخوانيّ الفكر. " لا تحكم بما أنزل الله " التي هذه البيئة وهذه النقاشات على أهميتها القصوى ودورها الحاسم في تشكيل الجهادية بصفة عامة، والجهادية كما هي عند عزام بصفة خاصة، تغيب عن الكتاب وهو أمر مفهوم بالنظر إلى قلّة المصادر البحثية الأصلية -لاســيما الشــهود- في هذا الشأن، فتسارُع الأحداث المتصلة بالجهادية، بدءًا من تشكّلها برعاية أو تسامح من الدول ذات الشــأن، انتهاء بمحاربتها بقصد استئصالها، شتّت هذه المصادر أو غيّبها. ولكن آثار أصبحت واضحة بعد اكتمال تشكّل القاعدة ومن بعدها تشكّل " الجهادية " وبصمات تنظيم الدولة، وقد تجدد اســتدعاء الإرث الجهادي الأفغاني بما يوضح الاختلافات أميركا صانعة " بيــن هذه التيارات، ومنهــا: القاعدة (قتالها يتركز ضد العــدو البعيد ، بحسب رؤيتها)، والتيار الحشدي " الاستبداد وحامية أنظمة الكفر في العالم العربي (جهادية إخوانية كما كرّســها عزام)، وتنظيم الدولة الذي ارتكز على إقامة الخلافة .) 35 بشكلها التاريخي المتشدد( وحتــى على صعيد صياغة النموذج الجهادي كما اعتمده عبد الله عزام والتأســيس لفرضية الجهاد عينًا كإطار لتضامن المســلمين أو حشــدهم وراء هذا النموذج، فقد سبقه آخرون إليه من المعاصرين أو عضّدوه على الصعيد النظري وربما لم يختلف معه أحد على هذا المســتوى بل ربما نافســوه فيه، لأن هذا النموذج موجود أساسًا في المدونات الفقهية الإسلامية ومتداول في المعاهد الدينية والجامعات الإسلامية. وحتى المتحفظون على الجهادية الأفغانية فإن تحفظهم هو حول مدى تحقق شروط في أفغانســتان، أو أولويته على ســواه فحسب، وقد يرونه في " الفرض الديني " هذا الجهادي " فلسطين مث ً. وحتى على صعيد الفتوى للجهاد التي هي أساس المانيفست الوحيد الذي أفتى بوجوب دعم الجهاد الأفغاني " العالم " ، لم يكن عزام " الحشــدي وأنــه فــرض عين، ولو اقتصر الأمر عليه حينها لما تركت الفتوى الأثر الذي تركته. والأكيــد أيضًا أن عزام هو من كرس هــذا المعنى الخاص في الجهادية لتصبح من المسلّمات التي لا نقاش حولها، باستصداره فتواها من أهم علماء المسلمين حينها،

Made with FlippingBook Online newsletter