269 |
ولم يكن توقيعه الأبرز بل كان للشــيخ ابن باز باعتبار أهمية الســياق الخليجي في المسألة الأفغانية. بعبــارة أخــرى: كان عزام مســتفتيًا أكثر مما كان مفتيًــا وكان يحمل معه هذه الفتيا باعتبارها تمثّل أهم علماء الأمة المعاصرين. وما يجب استحضاره أن عزام لم يُشتَهر للمجاهدين، أي صنعة لــه، وذلك في غالب أمره على الأقل، " مفتيًا " عنــه أنــه كان بقدر ما كان يرجع لفتاوى العلماء أو يســتحضرها من مصادرها، وذلك حتى نهاية للجهاد لا مفتيًا له، ويبدو أنه كان " داعية " حياته. ويبدو عزام من لغته وطريقة حياته يفضّل هذا المســار بغضّ النظر إن كان الأمر تواضعًا منه كما قد يمكن أن يفسّــر، ، " فتاوى " وإن أصبحت توجيهاته وترجيحاته الفقهية لاحقًا، خاصة بعد مقتله، بمنزلة وذلك نظرًا لواقع الحال، لاســيما أنه جمــع بين العلم الأكاديمي والكاريزما الدينية .) 36 والجهاد العملي( ، لم يكن عزام وحده أو منفص " الجهادي الحشدي " وعلى صعيد الدعوة للنموذج عن الســياق السياســي للأزمة الأفغانية ولم يكن المعنيّ الوحيد بالشأن الأفغاني في الوسط الإسلامي، وأسهمت المملكة العربية السعودية وعلماؤها بالدور الديني الأبرز فيه وليس عزام فقط، هذا فضً عن دول خليجية أخرى. والكاتب نفسه -الذي يقدّر من غير الدقيق " يقول: 7000 بحوالي - 1992 و 1979 عــدد المجاهديــن العرب بين ؛ " اعتبار أن كل المقاتلين الأجانب في أفغانستان جاؤوا بسبب عزام ومكتب الخدمات حيث لعبت الدعاية الإعلامية الإخوانية بشكل عام دورًا في قدوم بعضهم، وخطباء المساجد في عدة أقطار إسلامية حيث أتيح لهم، وهناك جماعات كان لديها خطوط " الجماعة الإسلامية " وكذلك لاحقًا " جماعة الجهاد الإســ مي " تجنيد مســتقلة مثل الأفغانية الســلفية بنية تحتيــة خاصة لنقل " جماعــة الدعوة " المصريــة، كمــا كان لـ الشــباب من الســعودية، وتحظى بمباركة شبه رسمية من المؤسسة العلمائية السلفية ). وكان التنافس الســلفي مع عزام أحيانًا يعكس تنافسًــا من قِبَلهم 37 في المملكة( مع الإخوان، وأحيانًا كان يعكس مخاوف ســعودية، من تشــكّل حالة جهادية بعيدة .) 38 عنهم( ولكن يمكن الجزم بأن عزام كان من أبرز هؤلاء الدعاة على الإطلاق، لأنه هو من وأســس لنموذج المجتمع الجهادي " مكتب الخدمات " نقــل الفكرة إلى الواقع عبر عمليّا قبل سواه وأفضل من سواه متكيفًا مع الهواجس الجيوسياسية للدول المعنية،
Made with FlippingBook Online newsletter