| 26
...إلخ) والتي يتعذر تحليلها دون الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، ناهيك عن البيانات التي تجمعها تطبيقات الجاسوسية لأغراض أمنية وتجارية، والميتا بيانات التي يتعذر ذوبان دراســة الميديا في المعلوماتية " جمعها يدويّا. لذا يتخوف بعض الباحثين من )، وتســتغني بالتالي عن الأدبيات النظرية التي تؤطرها. هذا ما يبشّر به 69 ( " والفيزياء إن زمن نظريات الســلوك البشري، من علم اللغة إلى " الباحث أندرســون في قوله: علم الاجتماع مرورًا بعلم النفس، قد ولّى، ولا حاجة إلى معرفة لماذا يفعل الناس ما يفعلونه، فالمهم أنهم يفعلون ذلك وكفى، ويمكننا متابعة ما يقومون به وقياسه بدقة .) 70 ( " وأمانة غير مسبوقة. فالبيانات موجودة وكافية، والأرقام تتحدث عن نفسها " قرصنة " تأسيسًــا على ما سبق، يمكن أن نتســاءل: هل البيانات الكبرى تعمل على ممارســات البحث فــي حقل علوم الإعلام والاتصال على غــرار ما تفعله بالعلوم )، أم إنها ستنقذ البحوث الإعلامية 71 الاجتماعية والإنسانية وفق ما ذهب إليه البعض( من أزمتها؟ ما زالت الإجابة عن هذا السؤال محل خلاف، فالبعض يعتقد أن التكنولوجيا الرقمية التي عاشتها في " الثورة الكمية " دفعت العلوم الاجتماعية والإنســانية إلى اســتئناف ). ويرى البعض الآخر أن البيانات الكبرى ستفعل 72 ستينات القرن الماضي وسبعيناته( -نســبة إلى جون فورد مالك شركة صناعة " الفوردية " بالبحوث الاجتماعية ما فعلته السيارات- في عالم الصناعة، نتيجة تنظيم العمل وإعادة تقسيمه أفقيّا وعموديّا وزيادة )؛ مما يعني أن هذه التكنولوجيا لا تُغيّر في طرائق الحصول على المعرفة 73 الإنتاج( فحسب، بل ستُغيّر حتى طبيعة هذه المعرفة. وتســتدعي البيانات الكبرى أيضًا فهم الاختلاف بين اســتراتيجيات البحث التقليدية وتلــك التي تعتمد على التكنولوجيا الرقمية، والخلاف الذي تثيره مختلف البحوث التي تعتمد على هذه التكنولوجيا، والسؤال عن مفعول العُدّة التقنية التي أنتجتها في توجيه البحث. ما يُبرّر هذا السؤال أن البيانات التي يعتمد عليها الجيل الثالث من العلوم الاجتماعية ) التي تضفي الطابع الميركنتلي 74 والإنسانية هي وليدة شركات المعلوماتية العملاقة( ) على الاتصال. لتوضيح هذه الفكرة، يمكن القول: إن وســائل Mercantilization ( الإعلام، خاصة الصحف العالمية الكبرى، قد تزوّدت، منذ أزيد من عشــرين ســنة، )، أي محركات البحث لقياس Metrics at Work ( " أدوات القياس أثناء العمــل " بـــ
Made with FlippingBook Online newsletter