العدد 14 – مايو / آيار .2022

| 28

السلطة والشرعية في البحث للفاعلين المذكورين. وعلى الرغم من إقرارها أن إعادة لصعوبة حصر مساهمة أي فاعل من الأطراف المذكورة " لزجة " التوزيع هذه مســألة في تجســيد مناهج البحث إلا أنها أدرجت الاســتراتيجيات البحثية المستخدمة في ،) Methods - as - usual ): المناهج التقليدية أو المألوفة ( 78 البيئة الرقميــة كما يلي( Virtual )، والمناهج الافتراضية ( Big Methods والمناهج الحاســوبية أو الكبــرى ( .) Digital Methods )، والمناهج الرقمية ( Methods تعــرّض هذا التصنيف إلــى العديد من الانتقادات، لعل أبرزها تلك التي تتقاطع مع النقد الموجه لتصنيف أجيال العلوم الاجتماعية والإنســانية المذكورة أعلاه، بمعنى أن هذا التصنيف يرتّب مناهج البحث في السياق الرقمي استنادًا إلى مستوى قدرات الأطراف الفاعلة في البحث: من الحد الأدنى (المناهج التقليدية) إلى الحد الأقصى، والتي تكشــف ضمنيّا عن التطور في عُدّة جمع البيانات وتحليلها متجاهلة أهداف ). ولــو أخذنا بعين الاعتبار النقد 79 البحــث التي تشــكّل قاعدة الفرز بين المناهج( الموجه إلى المناهج الافتراضية، والذي مفاده أنها ضرب من ممارســة الإثنوغرافيا عبــر الإنترنــت، بمعنى أنها ترحّل أدوات جمع البيانات وطرق التحليل الممارســة في البحث الإثنوغرافي التقليدي إلى البيئة الرقمية، فإننا نمحو الفرق بين ما تســميه الباحثة، نورتجي ماريس، بالبحوث التقليدية والبحوث الافتراضية. )، بأن التكنولوجيا أثّرت تأثيرًا 80 لقد أقرّ الباحثان، سيرج برولكس وجوليان رويف( المذكور " إعادة التوزيع " كبيــرًا على البحث العلمي، لكنهمــا لم يعتمدا على مفهوم النموذج " أعــ ه لوضــع خريطة لمناهج البحث في البيئة الرقمية، بــل وظّفا مفهوم ))، وهذا Max Weber ) بالمعنى الفيبري )نسبة إلى ماكس فيبر ( Idealtype ( " المثالي باحثًا متمرسًا في البحث الميداني 24 بناء على المقابلات المعمقة التي أجرياها مع في البيئة الرقمية في العديد من البلدان الغربية. ولا يقصدان بهذا النموذج أنه كامل أو الأفضل أو المرغوب أو الأكثر وفاء في تمثيله للواقع، بل يعني أنه يتضمن خصائص يمكن ملاحظتها أكثر من غيرها، ويجري التعبير عنها من خلال إنشاء تركيبي مجرد ). وعلى 81 يكشــف عن القواسم المشتركة للعناصر التي تشكّل الظاهرة المدروسة( هذا الأساس أعدّا خريطتهما لمناهج البحث في البيئة الرقمية، وتضمنت أربعة نماذج مثاليــة للمقاربات البحثية الكبرى، وهي: مناهج توافقية، وليســت كلاســيكية مثلما ذكرت نورتجي ماريس، ويُقسّمان هذه الأخيرة إلى صنفين: كمية وكيفية، والمناهج

Made with FlippingBook Online newsletter