29 |
الإثنوغرافية عبر الخط، والمناهج الحاسوبية المطبقة على البيانات الكبرى، والمناهج )، أي مناهج مختلطة؛ وهو (الاختلاط) ما يُجنّبها الاقتراب 82 الرقمية الكمية-الكيفية( مــن المناهج الحاســوبية أو التطابق معها. كما أن صفــة التوافقية التي أُطلقت على المناهج التقليدية يمكن أن تثير بعض الإشكال، وذلك لأنه يمكن أن تتضمن المناهج الحاســوبية التــي أضحت هي الأخرى مناهج توافقيــة، بمعنى أنها حققت نوعًا من الإجماع على توظيفها في جل أصناف البحوث العلمية وليس الاجتماعية والإعلامية فقط، وهذا على الرغم من أن بروتوكولات تطبيقها لم توحّد بعد، وربما لن تتوحد أصــً نظرًا لتنــوع المواضيع، وتطور العُدّة الرقمية، وتجدّد الممارســات وتشــذّر المستخدمين، وتعدّد الغايات الجزئية من إجرائها. . المناهج التقليدية أو "التوافقية" 1.2 تُــدْرَس الظواهــر الإعلامية والاتصالية في بيئة الويب بترســانة التقنيــات التقليدية (الملاحظة، دفتر التدوين، المقابلة، المجموعة البؤرية، صحيفة الاستبيان..). ويعتقد أصحابها أن التكنولوجيا الرقمية لم تغيّر أساليب البحث بل ما زالت مستمرة في البيئة الرقمية وتستمد شرعيتها من ماضيها، وإن لم يطعن الكثير من الباحثين في إجراءاتها المنهجية فبعضهم يشــير إلى أنها لم تأخذ بعين الاعتبار مكانة الوســيط التقني في البحث، أي لم تول الاهتمام للفرص التي يتيحها هذا الوســيط في مجال الاتصال والإعلام والإكراهات التي يفرضها على المســتخدم. فتعاملت مع الموضوعات عبر الخط وكأنها تجري خارج شبكة الإنترنت تمامًا. ) ربما لعدم اســتخدامها للعُدّة 83 وتصف نورتجي ماريس هذه البحوث بالمحافظة( ). بالطبع، إن 84 التكنولوجية الرقمية في البحث أو اســتخدامها فــي الحدود الدنيا( لا يتحقق بقطيعة منهجية مع الممارسات " الميديا الاجتماعية " الانفتاح على دراســة الســابقة، بل يتأســس بناء عليها. لذا فالكثير من البحوث التي درســت المدونات الإلكترونية في بدايتها، سواء لفهم دوافع التدوين واهتماماته أو للكشف عن التباين في أســلوبه والأســلوب الصحفي المعروف والمعتمد، استعانت بالمناهج التقليدية ). وهذا لا ينفي القول: إن البحوث 85 مســتخدمة أداتي تحليل المضمون والمقابلة( التقليدية شــرعت في التحول والتكيّف تدريجيّا مع البيئة الرقمية منذ نهاية تسعينات .) 86 القرن الماضي(
Made with FlippingBook Online newsletter