العدد 14 – مايو / آيار .2022

| 30

. المناهج الحاسوبية 2.2 تســمى أيضًا المناهج المألوفة أو الكبرى، وتســتمد وجودها من العُدّة التكنولوجية (الكمبيوتر وبرامجه، وتطبيقات الإنترنت، ومحركات البحث)، وتُستخدَم في مختلف المجالات المعرفية. تقوم بالجمع الآلي للآثار التي يخلّفها مستخدمو شبكة الإنترنت والمنصات الرقمية وتُظهِرها في رســوم بيانية، وخرائط توضيحية وغرافية، وخرائط سحابية للكلمات. وتكشف عن العلاقات والآراء والمواقف والاتجاهات، وتستعين بالرياضيات من أجل نمذجة النشاط والسلوك البشري. نشــأت هذه المناهج في مخابر شــركات المعلوماتية الكبرى لتلبية حاجة الســوق، مثل: دراســة الأســواق، وعادات الاســتهلاك، والإعلان. لذا، فإنها تُســتخدَم في مختلف قطاعات النشاط الإنساني، ولا يمكن اختزالها في عملية الجمع الآلي للآثار الرقميــة فقط، بل تشــمل أيضًا تقييمها وتحليلها والأهــم التعلم منها، أي ما أصبح التطوير المتكرر لفهم " ) الذي يهدف إلى Machine Learning يُعرف بالتعلم الآلي ( مجموعــة البيانات والتعلم التلقائي لإدراك أنماط معقدة وبناء نماذج توضح وتتوقع .) 87 ( " مثل هذه الأنماط وظّفــت علــوم الإعلام، والعلوم السياســية، هذه المناهج، وتُســتخدم لمعرفة زوار المواقع الإلكترونية بشــكل أكثر تفصي ً، وأشــكال تفاعلاتهــم في مواقع التواصل الاجتماعــي، ومــدى تعددية مصادر الأخبار في وســائل الإعــ م، وآراء ومواقف .) 88 واتجاهات الناخبين، ومدى شعبية المترشحين...إلخ( لقد أثارت المناهج الحاسوبية الكثير من الجدل مقارنة ببقية أنواع المناهج المذكورة، خاصة في علوم الإعلام والاتصال، ولا شيء ينبئ بأنها ستتوقف في القريب العاجل. ،) David Gauntlett لقد رأى بعض الباحثين، ومنهم الباحث البريطاني، ديفيد غنتلت ( المناهج الحاسوبية بعيون متفائلة؛ إذ قدّر بأنها تُنقِذ بحوث الميديا، خاصة دراسات ). إن التفاؤل بارتفاع عدد البحوث التي تعتمد 89 الجمهور التي شهدت تراجعًا كبيرًا( على المناهج الحاســوبية لدراســة الجمهور يعود، بدون شك، إلى انخفاض كلفتها مقارنة بالبحوث التقليدية وســرعة إنجازها، لكن أيضًا بســبب كبر حجم مجتمعات البحث التي تدرسها، والتي قد تتجاوز الآلاف، ولكمية البيانات الضخمة التي توفرها؛ حيث لا تبلغها التقنيات التقليدية لجمع البيانات.

Made with FlippingBook Online newsletter