35 |
واستخدام الجمهور للميديا الاجتماعية وتأويلهم لهذا الاستخدام...إلخ. اســتحوذت المناهــج الافتراضيــة على القســط الأكبر من النقــاش والجدل حول مناهج البحث في الســياق الرقمي. ففي هذا الإطار تنفي الباحثة مادلين بســتينيلي ) ضرورة استحداث مناهج إثنوغرافية جديدة ملائمة للسياق Madeleine Pastinelli ( الرقمــي، وترى أن مشــكل هذه المناهج لا علاقــة له بميدان البحث، بل يكمن في ، والتي تطالب " الفضاء الواقعي والفعلي " النظرة إلى الفضاء السيبري واعتباره موازيًا لـ بالتعامل معه كميدان مختلف جذريّا؛ وهذا ما حثّ الكثير من الباحثين على الدعوة .) 116 إلى التجديد المنهجي لدراسته( إذا كانــت الإثنوغرافيا التقليدية تســتمد وجودها من اللقاء المباشــر مع المبحوثين ومعايشــتهم خلال مدة قد تطول أو تقصر حســب طبيعة موضوع البحث وظروف إنجازه، فإن اللقاء في الفضاء الافتراضي يجري عبر وسيط تقني، وملاحظة المبحوثين تجري أيضًا عبر عُدّة تقنية؛ مما يطرح الســؤال عن قدرتها على نقل كل ما يجري، والسياق الذي يجري فيه، خاصة عندما يحل الاستماع محل القراءة، ويتراجع الكلام لصالــح الصــورة، والفيديوهــات، أو المدونات والأيقونات، أي أشــكال التواصل ). لذا، تعــد الإثنوغرافيا الافتراضية امتدادًا لتلك 117 التــي تجري بطرق غير لفظية( التقليدية المحتفظة بطبيعتها الكيفية لكنها تتســم، في الوقت ذاته، بتعدّديتها وقابليتها .) 118 للتكيّف( إننا ندرك أن للســوق دورًا في دفع البحــث الإثنوغرافي في البيئة الإعلامية الرقمية إلى مزيد من التفرع أو التخصص حسب الموضوع أو المنصات الرقمية التي يجري )؛ مما يدفع إلى التساؤل عن علاقتها بالنموذج الإثنوغرافي الأصلي. 119 فيها( وبصــرف النظر عــن التداعيات الأخلاقية التــي تطرحها ممارســة الإثنوغرافيا في الســياق الرقمي، مثل احتمال التعامل مع مســتخدمي شــبكة الإنترنت أو المنصات الرقمية مجهولي الهوية ومنتحلي المكانة الاجتماعية والمهنية، تعرضت الإثنوغرافيا الافتراضية إلى الكثير من الانتقادات، منها الفصل بين الممارســة الإعلامية والثقافية والاجتماعيــة في الواقع اليومي الفعلي، وتلــك التي تجري في الفضاء الافتراضي، وتهميش مكانة العُدّة الرقمية في الدراسة. وعلى الرغم من ذلك، نعتقد أن الإثنوغرافيا ) Anthony Giddens الافتراضية تجســد ما وصفه عالم الاجتمــاع، أنطوني غيدنز ( . فالناس يتلقون العالم ما قبل التأويل، فيقومون " التأويــل المزدوج للواقع " )، بـ 120 (
Made with FlippingBook Online newsletter