العدد 14 – مايو / آيار .2022

45 |

. يملــك الكثير من المناهج المذكورة أعــ ه قدرًا كبيرًا من المرونة والقدرة على 4 التكيف مع ســياقات البحث مما يســمح لها بالكشــف عن خصوصية موضوعاته، ويدفعها إلى تطليق طموح أصحاب الدراســات الكمية في علوم الإعلام والاتصال والذين كانوا يسعون إلى تعميم نتائج بحوثهم من أجل صياغة قاعدة أو قانون يسمح بالتنبؤ بمستقبل الظاهرة الإعلامية أو الصحفية المدروسة. إننا نزعم أن كل بحث من البحوث التي شــملتها عينة دراســتنا يعالج حالة خاصة. فعلى الرغم من النقائص التي قد تشــوب الترســانة المنهجية التي اســتخدمتها إلا أنها تكشــف، بهذا القدر أو ذاك، عن خصوصية هذه الحالة. فلا يمكن على ســبيل المثــال اقتراح وصفة جاهزة لحل أزمــة انتقال الصحافة الورقية إلى بيئة الويب بناء على نتائج البحث الذي يســتخدم المناهج التقليدية أو المناهج الحاســوبية وتعميمه ، على ســبيل المثال، للخروج " نيويورك تايمز " علــى كل الصحف. فتجربة صحيفة الفرنســية، وتختلف أيضًا عن تجربة " لوموند " من الأزمة تختلف عن تجربة صحيفة .) 144 صحيفة الغارديان البريطانية( . بعــد أن ألغــت الفصل بيــن العالمين: الافتراضي والواقعــي الفعلي الملموس، 5 أَدْرَجَت مناهج البحث المعاصرة الممارسات الإعلامية في بيئة أوسع، ووضعتها في قلب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياســية والثقافية. وبهذا، ستسهم بفاعلية في تطوير إبستمولوجيا علوم الإعلام والاتصال، بعد أن زودتها بأنظمة معرفية ومفاهيم ). فالإثنوغرافيا الرقمية أَثْرَتْها بآليات استبصار أنماط التلقي في متخيل 145 مستحدثة( المســتخدمين والكشف عن أبعاده الســيمائية، وزودتها المناهج الحاسوبية بأدوات تحليل مســار تَشَــكّل النص الصحفي وتطوره، ولعلها تساعدها كذلك على الخروج من الامتثال الذي أسقطتها فيه المدرسة الوضعية. أخيــرًا، إن مناهــج البحث في الســياق الرقمي أَثّرت في ممارســة البحث العلمي الإعلامــي؛ إذ أضحى مــن الصعوبة بمــكان القيام ببحث عن مســتخدمي الميديا الاجتماعية وانتشــارهم الجغرافي، وأشــكال اســتخداماتهم، على سبيل المثال، أو تفاعلاتهــم مع مواقع التواصل الاجتماعي، وعلاقة الصحافي بمســتخدمي صفحاته في موقع التواصل الاجتماعي، وأشــكال التواصل السياسي عبر الميديا الاجتماعية، ومصادر المعلومات، والتعددية الإعلامية في شبكة الإنترنت وتطور المعجم اللغوي فــي النص الصحفي المعاصر، وغيرها من الموضوعات، دون الاســتعانة بخدمات

Made with FlippingBook Online newsletter