مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

استراتيجياتوتكتيكاتوآلياتمصروإثيوبيا لفرض وتحدي الهيمنة قبل بناء سدّ النهضة ) إلى تحقيق الهيمنة 1805 لقد ســعت مصر الحديثة التي أسســها محمد علي ( المائية في دول حوض النيل، وســار على نفس النهج حفيده، الخديوي إســماعيل، الــذي شــهدت مصر في عهــده اهتمامًا دوليّا كبيرًا، خاصة بعد افتتاح قناة الســويس ) التي تربط البحرين، الأحمر بالمتوســط؛ ما جعل مصر مطمعًا لبريطانيا، التي 1869 ( عملت على احتلالها، مع تأمين سيطرتها على موارد النيل للاستفادة من زراعة القطن المصري ذي الصيت العالمي من ناحية، ولضمان دعم مصر لها في مواجهات القوى الاســتعمارية الأخرى من ناحية أخرى، ثم جاء نظام الرئيس جمال عبد الناصر ليعزز ) مع الســودان المســتقل حديثًا والتي تجعل مياه 1959 هذه الهيمنة من خلال اتفاقية ( النيل حكرًا على البلدين فقط، مع اســتبعاد باقي دول الحوض منها باعتبارهما دولتي ) ليكرس الحفاظ على هذه المياه 1971 المصب، ثم مع مشــروع بناء الســد العالي ( في إطار استراتيجية الحفاظ على الموارد بعد السيطرة عليها، ثم شهد عهد الرئيسين، أنور السادات وحسني مبارك، محاولة إقامة أطر تعاونية في إطار استراتيجيتي الاحتواء والتكامــل عبر التكتيــكات القانونية، والخطاب التعاوني، المشــمول ببعض الحوافز المتعلقة بهذا التعاون، وإن لم يخل الأمر من تكتيك الإذعان القســري عبر إضعاف إثيوبيا سياسيّا واقتصاديّا وعسكريّا من خلال مجموعة من الأعمال غير المعلنة. وفي المقابل، ورغم انشــغال إثيوبيا حتى أوائل التســعينات بمشاكلها الداخلية، فضً عن الحروب الإقليمية خاصة مع إريتريا والصومال، إلا أنها اســتخدمت بعض الآليات المتعلقة بالنفوذ تحديدًا لمحاولة الحدّ من الهيمنة المصرية، ثم شهدت الألفية الجديدة بداية تحدّ إثيوبي أقوى لهذه الهيمنة متمثً في اتفاقية الإطار التعاوني (عنتيبي )، ومــا ترافــق معها من A Cooperative Framework Agreement ( ( CFA ) ) 2010

105

Made with FlippingBook Online newsletter