مع تكتيك الأيديولوجيا والأفكار ونهج الخطاب المقبول، فضً عن استخدام أسلوب الموارد الإكراهية، للنّيْل من سمعة مصر الدولية. ولقد أثّرت الأوضاع الداخلية في إثيوبيا بصورة كبيرة على الآليات المتبعة لمواجهة وتحدي الهيمنة المصرية؛ حيث اختلف الوضع قبل وصول الجبهة الشعبية للحكم، عام ، عن الوضع في الألفية الجديدة، لاسيما مع انتهاء الحرب مع إريتريا. 1991 وفي هذا الإطار، يمكن الحديث عن جزئيتين: - آليات إثيوبيا منذ الحرب الباردة وحتى نهاية الألفية الثانية 1 لم يشغل الملف المائي اهتمامًا كبيرًا في إثيوبيا، حتى ثمانينات القرن الماضي، بسبب الأزمات الداخلية والخارجية التي مرّت بها البلاد خلال تلك الفترة؛ ما انعكس ســلبًا على سياســات الدولة في مجال المياه، والتي تجســدت في ضعف مؤسسات المياه القائمة على البحوث الوطنية، وضعف الكوادر الفنية المؤهّلة، فضً عن نقص الموارد المالية المحلية والخارجية، وصعوبة اختراق المؤسسات المالية كالبنك الدولي وصنــدوق النقد للحصول على التمويل الــ زم، وقد جاءت موجة جفاف الثمانينات لتدق ناقوس الخطر في البلاد، والتي فاقمت من حالة السخط ضد نظام منجستو، ما عجّل بســقوطه، لاســيما في ظل عدم وجود وزارة للري في البلاد حتى التسعينات، . ((( والافتقاد لسياسة وطنية مائية شاملة هــذه العوامل جعلت البدائــل الإثيوبية ضئيلة، كما جعلت فعاليتها محدودة في مواجهة مصر. فتاريخيّــا اســتخدمت إثيوبيــا آلية الإكراه عبــر التهديد بتحويــل مجرى النهر (، فــي ظل تهديد مصر بعدم تعيين أســقف Blocking The River أو حتــى غلقــه ( الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية التي كانت تابعة حتى خمسينات القرن الماضي لكنيسة الإسكندرية، أو عندما يتعرض المسيحيون الإثيوبيون لمعاملة سيئة من قبل القساوسة . ((( المصريين وخلال الحرب الباردة، سعى هيلاسيلاسي من خلال آلية النفوذ لإفشال التقارب الإقليمــي والدولي مع مصر وتشــكيل تحالف مع الســودان للضغط عليها كي تقبل (1) Endaylalu, G., Ibid, P.50.
(2)
Ibid,p.44.
123
Made with FlippingBook Online newsletter