مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

فقط من صدور تقرير لجنة الخبراء الدولية بشــأن ســد النهضة والذي طالبها بضرورة إجراء المزيد من الدراسات بشأن سلامة السد وآثاره البيئية والاقتصادية والاجتماعية، يوليو/تموز 3 ونفس الأمر بالنســبة لرواندا التي صادقت علــى الاتفاقية بعد أحداث بحوالي شهر ونصف، أما تنزانيا واستشعارًا للحرج، فضً عن عدم رغبتها في 2013 خســارة مصــر، فقد أرجأت التصديق على الاتفاقية لحيــن التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ؛ حيث قامت بعملية التصديق عليها في اليوم التالي لتوقيع الإعلان. وهكذا، ســعت إثيوبيا خلال المرحلة الثانية قبل بناء ســد النهضة، لاســتخدام كافة آليات التنافس وتحدي الهيمنة منذ الألفية الجديدة، ســواء ما يتعلق بتدشــين بنية هيدروليكية بصورة منفردة، جنبًا إلى جنب تشكيل تحالفات استراتيجية للمرة الأولى لتعزيز مكانتها، مرورًا بموقف تفاوضي قوي يقوم " فــي الإقليم " ، و " داخــل الحوض " بتقديم مبادرات دبلوماســية مائية، ويســهم في طرح أجندات سياســية بديلة في إطار آليــة النفوذ، وصوً لوضع إطار قانوني ومؤسســي يلغي فعليّــا الاتفاقيات التاريخية والحصــص المائية المقررة بموجبها، ويضع أسسًــا جديدة، بالتوازي مع لغة خطاب ترفع شــعارات الاســتخدام العادل والمنصف مقابل الحقوق التاريخية في إطار آلية التغيير، وهي شعارات تستند أيضًا لمبادئ الأمم المتحدة، وبالتالي قد تحظى بالقبول في إطار بناء المعرفة، ما يعني أنها باتت لا تشــكّل فقط منافسًــا للهيمنة المصرية، بل ومتحديًا لها أيضًا، وهو ذات النهج الذي استندت إليه في تدشين سدّ النهضة.

137

Made with FlippingBook Online newsletter