مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

وفي نهاية هذا الفصل، يمكن القول: إن مرحلة ما قبل ســدّ النهضة شــهدت في فترتها الأولى نمطًا من الســيطرة المصرية الموحدة من خلال ســيطرة سلبية إلى حد كبير حتى نهاية القرن العشــرين تســتهدف تحقيق أهدافها عبر استراتيجيات مختلفة، أبرزها: السيطرة على الموارد من خلال إجراءات أحادية، مثل: انشاء السدود والتهديد بالقوة وغيرها، واســتخدام التكتيكات المختلفة، مثل: الإذعان القســري، والإخضاع القانونــي، وتقديم المنافع، والخطابات المعتمدة لأفكار الأمننة.. قابلتها حالة أقل من التنافس الإثيوبي. أما في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فقد شهدت الهيمنة تحوً من الســيطرة الســلبية إلى القيادة الإيجابية إلى حدّ كبير، عن طريق استراتيجيتي الاحتواء والتكامل، وعبر تكتيكات الإخضاع القانوني، وتقديم المنافع الذي كان التكتيك الأكثر اســتخدامًا، مع استمرار تكتيك الخطاب المقبول المرتبط بالأمننة أيضًا، مقابل تنافس إثيوبــي أكبر نتيجة تحســن الأوضاع الداخلية، ومواءمة الظــروف الإقليمية والدولية، مقابل إذعان مصري أقل، وهو ما سيتضح أكثر في قضية سدّ النهضة. ) يوضح المرحلة الثانية من التفاعل الديناميكي بين مصر وإثيوبيا منذ بداية 12 شكل ( الألفية الثانية وحتى قبل بناء سدّ النهضة

من إعداد الباحث. المصدر:

139

Made with FlippingBook Online newsletter