مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

آلية الهيمنة وتحدي الهيمنة (سدّ النهضة) يتناول هذا الفصل سدّ النهضة كنموذج للتحدي الإثيوبي للهيمنة المصرية، لذا فإن تقسيمه يختلف عن تقسيم الفصل السابق الذي كان يركز بالأساس على استراتيجيات وتكتيكات الهيمنة المصرية باعتبارها المتغير المستقل، إن جاز التعبير، والرد الإثيوبي ، لكن ستختلف الأمور في هذا " رد الفعل " عليها باعتباره، مجازًا أيضًا، المتغير التابع الفصل، وقد تبدو معكوســة؛ حيث ســتكون البداية هذه المرة بالجانب الإثيوبي على اعتبار أنه المبادِر وبصورة أحادية بالشروع في بناء السد، متحديًا الهيمنة المصرية، ثم نتناول رد الفعل المصري في محاولته الحفاظ على هيمنته التاريخية في إطار نموذج الإطار الديناميكي للتفاعل بين الهيمنة وتحدي الهيمنة. لكن قبل هذا وذاك، سيتناول الفصل باختصار فكرة الســدود بصفة عامة، مع إعطاء نبذة مختصرة عن سدّ النهضة، ثم أبرز الأهداف الإثيوبية، والتحفظات المصرية بصدده. لذا، ينقسم هذا الفصل إلى ثلاثة أقسام رئيسة، يتعلق الأول بالأسباب التي دفعت إثيوبيا لبناء السد والتحفظات المصرية عليه، والثاني بالآليات الإثيوبية المختلفة لتحدي الهيمنة المصرية، أما القسم الثالث فيتحدث عن الاستراتيجيات والتكتيكات المصرية لمواجهة هذه التحديات. أولً: سد النهضة بين الأسباب الإثيوبية والتحفظات المصرية يحاول هذا القسم إعطاء نبذة عامة عن فكرة السدود، ثم يُعرّج بصورة مختصرة على ســد النهضة من حيث نشــأته وتمويله، وكيف أنه يعد الســدّ الأكبر في إثيوبيا علــى النيــل الأزرق، ويمثل إحدى الآليات الإكراهية لفرض الأمر الواقع في مواجهة الهيمنــة المصرية؛ وما قد يترتــب عليه من منافع لإثيوبيا يتم تناولها في النقطة الثانية من هذا القســم، مقابل المشــكلات التي يتسبب فيها بالنسبة لمصر والتي يتم تناولها في النقطة الثالثة.

141

Made with FlippingBook Online newsletter