مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

وينبع الخلاف بصفة أساسية بين مصر وإثيوبيا بشأن أحقية الأخيرة في مياه نهر بما قد يؤثر على حصة الأولى التي لا يســقط عليها وعلى الســودان ((( النيل تحديدًا % من إجمالي أمطار الحوض، وبالتالي تعتمد على مياه النيل بنسبة تصل إلى 4 . 5 سوى %. فمصر ترى أن حصول إثيوبيا على أي نسبة ستكون خصمًا حتميّا من حصتها، 93 مليار متر مكعب 84 بينما ترى إثيوبيا أن متوســط الإيراد الإجمالي للنهر عند أســوان % يضيع بسبب البخر، وبالتالي لا يبقى منه 12 %، و 88 تســتهلك منها مصر والســودان شيء لدول المنبع، كما أن حديث مصر عن وجود موارد مائية أخرى لإثيوبيا لا يأخذ في الحسبان الفواقد الكبيرة الناجمة عن التسرب والبخر وغيرها، ومن ثم يحق لها أن . ((( تكون لها حصة في مياه النيل ب- سد النهضة: النشأة والتطور Coercive كما سبق القول في الفصل التمهيدي من هذا الكتاب، فإن آلية الإكراه ( ) هي إحــدى آليات التنافس 2017 - 2010 )، بحســب زيتــون وآخرين ( Mechanism وتحــدي الهيمنة التي يقــوم بها الطرف غير المهيمن في مواجهــة الطرف المهيمن، وتتضمن أعمال العنف، والتخريب أو التهديد بالتخريب ضد الطرف المهيمن، وتدمير بنيته الهيدروليكية، أو تشييد بنية تحتية هيدروليكية مضادة. ونظرًا لأن ركائز القوة أوائل الألفية الثالثة، كانت تميل نسبيّا لصالح مصر، مقارنة بالتفاوت الذي كان ســائدًا حتى نهاية القرن العشــرين، فقد عمدت إثيوبيا إلى اختيار الأسلوب الأخير في هذه الآلية، وهو وإن كان أسلوبًا غير جديد كونها استخدمته قبل ذلــك في بناء بعض الســدود المحدودة من حيــث الحجم وتوليد الطاقة والأثر على دولتي المصب خاصة مصر، إلا أنه يختلف هذه المرة حجمًا وتوليدًا وأثرًا. لا تعارضمصر بصفة أساسية فكرة بناء السدود في دول المنابع، بل ربما أسهمت في بناء بعضها مثل ((( ، وخشم القربة في 1925 بناء سد سنار للإسهام في عملية الزراعة في منطقة الجزيرة في السودان، عام السودان أيضًا فيستينات القرن الماضي للمتضررين من عملية بناء السد العالي من أهل النوبة وحلفا، أو سد أوين في أوغندا، ولكن تبرز الإشكالية المصرية عندما يتعلق الأمر بما قد يسبّبه هذا السد من . ضرر لا يُحتمل على دول المصب مثل حالة سد النهضة (2) Mason, S., From Conflict to Cooperation in the Nile Basin, (PHD.), Swiss Federal Institute of Technology, Zurich, 2003. P.196

143

Made with FlippingBook Online newsletter