العديد من دول المنطقة خاصة في الصومال وكينيا، وبالتالي شهدنا التدخل الإثيوبي في ، وفي السودان على حساب الدور المصري، ثم سعي إثيوبيا من خلال 2006 الصومال، مؤسســات حوض النيل؛ أو الهياكل التعاونيــة المقترحة والمقدمة من مصر تحديدًا، مثل: مبادرة حوض النيل والاتفاق الإطاري التعاوني، للتركيز على فكرة الاســتخدام العادل والمنصف وعدم الاعتراف بالاتفاقيات التاريخية، وتشــكيل تكتل لدول المنبع في مواجهة دولتي المصب. وقد برز هذا التباين بوضوح في مشــاريع الســدود الأربع التي قدمتها إثيوبيا من )، ومابيل Karadobi خــ ل مكتــب الإنترو في إطار مبادرة النيل، وهي: كارادوبــي ( ) Border )، والحدود ( Mendaia ) الــذي أصبح اســمه بيكو أبــو، ومندايــا ( Mabil ( الذي أصبح النهضة لاحقًا، وباعتبار هذه المشاريع ذات أهداف تنموية مشتركة للدول ، وتقضي باستفادة إثيوبيا من توليد الطاقة Joint Multipurpose Project ( JMP الثلاثة ) الكهربائية من هذه السدود، مقابل تخزين المياه في المرتفعات الإثيوبية لصالح مصر . ((( والسودان بسبب قلّة البخر ونسبة الفاقد بها، لكن مصر والسودان انسحبتا منها هذا الانســحاب جعل زيناوي يتهم مصر بمحاولة زعزعة الاســتقرار الداخلي لبلاده، ولأول مرة يصدر تصريحًا هجوميّا بأنها لا تقوى على هزيمة بلاده عســكريّا، ، ثم جاء " الأميركية وما بعدها " وقام بعدها بتغيير مكان السد عن التصميمات السابقة ، فتغيرت أســماؤه 2011 الإعــ ن عنه في أعقاب ثــورة يناير/كانون الثاني المصرية وســعته التخزينية أكثر من مرة، للإشــارة للدلالات السياســية؛ وأن الهدف منه تأكيد الهيمنة الإثيوبية المائية على حســاب التضامن المائي، وتوظيف الهيدروبوليتيكس في إطار صراعي غير عســكري، وإن كان الظاهر الحديث عن الأطر التعاونية ومبدأ عدم الضرر الجسيم وأهمية التفاوض مع الاستمرار في بناء السد. ثانيًا: وترتبط بالنقطة الســابقة، وتتعلق بالتباينات الشــديدة بين الجانبين خلال مفاوضات عنتيبي التي استمرت أكثر من عشر سنوات، واتضح خلالها السعي الإثيوبي لفرض الهيمنة المضادة، مستغلة في ذلك مجموعة من العوامل سبق الإشارة إليها؛ ما ، ثم رفض مصر، في 2010 دفــع مصر والســودان لرفض التوقيع عليها فــي مايو/أيار ، فكرة السدود التي قدمتها إثيوبيا وانسحابها من المشاريع 2010 أكتوبر/تشرين الأول (1) Seifu, M.,Ibid, p.24.
151
Made with FlippingBook Online newsletter