مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

القوة المادية (الصلبة) بشــقيها العســكري والاقتصادي، وإن تباينت هي الأخرى في القوة الرئيســة في هذا الشــأن، في حين تركز المدرسة النقدية وتيار غرامشي وما بعد غرامشــي على أهمية وقوة الأفكار الأيديولوجيــة كإحدى مقومات الهيمنة مثل فكرة الديمقراطيــة والحريــة ومكافحة الإرهاب التي تروّج لهــا الولايات المتحدة لفرض هيمنتها العالمية. وغيره تعلي من شــأن القوة المادية ((( فالمدرســة الواقعية التي يمثّلها مورغنثاو (العســكرية) فــي تعريف وتحديــد أي مفهوم من مفاهيم العلاقــات الدولية بما فيها مفهوم الهيمنة، ومعظم أدبيات العلاقات الدولية الخاصة بهذه النظرية تفســر الهيمنة ، أي حالة عدم توازن " حالة عدم المساواة بين الدولة المهيمنة وغيرها من الدول " بأنها القوة في النســق (النظام) الدولي الذي يتحدد وفق سياسات الدولة/الدول المهيمنة، وهذا هو الحاكم للسياسات الخارجية بالنسبة للدول الأخرى (غير المهيمنة)، وبالتالي . ((( فإن هذا النظام الدولي ليس بنية منفصلة عن وحداته " وكينبري " ،) David Lak أمــا المدرســة الليبراليــة، ويمثلهــا ديفيــد ليــك ( ) وغيرهم، فهي تركز على القوة الاقتصادية للطرف المهيمن؛ إذ يعد العامل kenberry ( الاقتصادي حجر الأساس لتحقيق المكانة السياسية للدولة المهيمنة ولضمان استقرار النســق الدولي، وهي متأثرة بالســياق التاريخي لحالة الكســاد العظيم في ثلاثينات القرن العشرين، والضعف الاقتصادي الذي عانت منه المملكة المتحدة حينها، مقابل رفض الولايات المتحدة القيام بدور المهيمن، ما ترتب عليه حالة من عدم الاستقرار السياســي. ومن وجهة نظر هذه المدرســة فإنّ وجود مهيمن اقتصادي معناه تحقيق الاستقرار للنظام العالمي؛ إذ سيسعى لإنشاء مؤسسات دولية اقتصادية لمصلحة النظام الاقتصادي، وتقديم النفع العام لأعضاء النســق الآخرين من أجل اســتمرار بقاء هذا النظام. ومن هنا، فإنّ الهيمنة قائمة على فكرة التوافق أو الإقناع جنبًا إلى جنب فكرة الإكــراه. ويقصــد بالتوافق قبول أطراف النظام الدولي فكرة الطرف المهيمن بســبب )، أحد رواد دراسة السياسة 1980 - 1904 )‏ ( Hans Morgenthau : هانز يواخيم مورغنثاو (بالألمانية ((( . الدولية في القرن العشرين دراسة في إدارة الصراع الدولي (دار النهضة العربية، .. سلامة، جمال، تحليل العلاقات الدولية ((( .29 - 28 ،صص 1 )، ط 2013 القاهرة،

14

Made with FlippingBook Online newsletter