مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

- التكتيكات الأيديولوجية والخطاب المقبول 4 لقد شهدت المرحلة التي تلت الإطاحة بالرئيس المصري، محمد مرسي، بروز تكتيكات الخطاب المقبول التي تسهم في بناء الثقة مع الجانب الإثيوبي، مثل التأكيد على المنفعة المتبادلة وعدم الضرر وفكرة التعاون والسعي لتنمية العلاقات في مختلف المجالات. وهي أفكار شــبيهة بالخطاب الإثيوبــي، ولكن يبقى التعارض فيما يتعلق بالخطاب المصري هو في مسألة الحقوق التاريخية وعدم المساس بالحصة المصرية وهما ما شكّلا نقطة خلاف أساسية بين الجانبين. كما يلاحظ كذلك تراجع خطاب الأمننة إلى حدّ كبير مقارنة بعهد مرسي الذي إذا نقصت قطرة واحدة " ، إلى أنه 2013 أشار في خطابه، في العاشر من يونيو/حزيران ، وبالتالي كان ينظر إلى سد النهضة على أنه ((( " من المياه فدماء المصريين هي البديل قد يضع السيطرة على مياه النيل في أيدي إثيوبيا بما يرقى إلى استيلائها على الموارد، . ((( والأهم من ذلك أنه سيضع الأمن القومي المصري في أيدي إثيوبيا ، تبنى خطابًا أكثر 2014 لكن مع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السّلطة، أعرب عن أمله في أن " مرونة، وهو ما أكده المتحدث باسم الخارجية المصرية، حينما المجاري المائية الدولية تحكمها مجموعة " ، وأن " يتم حل التوترات من خلال التعاون من القواعد والمبادئ القانونية المتفق عليها، من بينها الاستخدام المنصف والمعقول . كما استخدم نظام الرئيس ((( " ، وقاعدة الإخطار المسبق " عدم الضرر " للنهر، وقاعدة السيســي بناء المعرفة للترويج لعدم وجود مشــكلة حقيقية مع إثيوبيا؛ ففي أغسطس/ ٪ 85 ، صرّح وزير الري المصري، حســام مغازي، بأنه قد تم حل أكثر من 2014 آب ، وأن هناك اتفاقًا ملزمًا للدول " بأننا قد حصلنا علي أكثر مما توقعنا " من المشــكلة، و مليار متر 14 الثلاثة، قبل اكتمال بناء المرحلة الأولى من ســد النهضة بســعة تخزينية مكعب، وأن هذا المســتوى من البناء لا يشــكّل ضررًا لمصر، معبّرًا بذلك عن عدم ، مرجع 2013 حزيران / يونيو 10 كلمة الرئيس مرسي في اللقاء الشعبي حول حقوق مصر المائية، ((( . سابق (2) Akwei,B., Hydro Politics, Ibid, p.p. 152-153. (3) Nasr, H., and Neef, A., “ Ethiopia’s Challenge to Egyptian Hegemony in the Nile River Basin” Geopolitics., (Vol. 21, No. 4, 2016) ,p. 978.

197

Made with FlippingBook Online newsletter