مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

في فرض ضغوط عليها لصالح مصر، بل ألغت هذه الإدارة قرار ترامب الخاص بربط تعليق المساعدات بموقف أديس أبابا من السد، وذلك حتى لا تخسر إثيوبيا كحليف مهم لضمان الأمن في منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي. " وكيل " و ومعنــى هــذا أننا قد نكون أمام نظام هيمنة مائية جديدة بقيادة إثيوبية، لم تتضح معالمه الكلية بعد، وأن ســدّ النهضة هو نقطة البداية الحقيقية في هذا الشــأن، وهذه هي إجابة السؤال الرئيس الذي طرحه الكتاب. هذا القول يدفعنا للسؤال الأخير حول مستقبل الهيمنة في حوض النيل في ظل هذه الطموحات الإثيوبية، وفي المقابل البدائل أو الســيناريوهات المصرية كرد فعل على السلوك الإثيوبي. أولً: مستقبل الهيمنة في حوض النيل في ظل الطموحات الإثيوبية يمكــن القول بوجود ثلاثــة احتمالات بخصوص مســتقبل الهيمنة المائية في حوض النيل: )، ذات القيادة Consolidated Control - بقاء وضع الهيمنة المصرية الموحدة ( 1 ) على ما هو عليه، والذي تسعى من خلاله Positive Leadership الأقرب للإيجابية ( مصــر لتحقيــق فائدة لها ولجميــع دول الحوض أيضًــا، وإن كان ليس بنفس القدر بطبيعة الحال. ويشكّل هذا النمط تحوً مهمّا عن النمط الذي كان سائدًا حتى نهاية Negative القرن العشرين، والقائم على فكرة الهيمنة الموحدة ذات السيطرة السلبية ( )، التي يسعى من خلالها المهيمن لتحقيق مصالحه فقط. Dominated لكن هذا السيناريو مستبعد حدوثه من وجهة نظر الباحث إلى حدّ كبير، ومناط ذلك أن الســد بات مظهرًا من مظاهر الهيمنة المضادة الذي قد لا يغيّر في حدّ ذاته، النظام المهيمن في النيل، لكنه يشير إلى أن عصر الموافقة (الظاهرة أو الخفية) الإثيوبية قد انتهي، في مقابل وجود منافســة علنية وليســت مستترة. وقد يدعم هذا القول قرب اكتمــال بناء الســد، وأيضًا قرب انتهاء المرحلة الأولى للملء الأول بشــقيها، الأول . 2021 وأغسطس/آب 2020 والثاني، في يوليو/تموز Positive - حــدوث تحول من حالة الهيمنــة الموحدة ذات القيادة الإيجابية ( 2 ( الذي يحقق المنفعة shared control ) إلى نمط الســيطرة التشــاركية ) Leadership للجميع على قدم المساواة.

203

Made with FlippingBook Online newsletter